صيام الماء؛ تعرف إلى أسباب اختياره وكيفية القيام به ومخاطره المحتملة

عدي موسى
نشرت منذ أسبوعين يوم 12 أبريل, 2024
بواسطة عدي موسىتعديل أحمد طارق
صيام الماء؛ تعرف إلى أسباب اختياره وكيفية القيام به ومخاطره المحتملة

عُرف الصوم من آلاف السنين على أنه وسيلة لتقييد تناول الطعام. ولكن، في السنوات الأخيرة انتشر نوع آخر من الصيام، هو صيام الماء water fasting. فيما يلي تعرف إلى أسباب اختياره وكيفية القيام به ومخاطره المحتملة، بالإضافة إلى أبرز 4 فوائد لهذا الصيام.

نبذة عن صيام الماء

water fasting نظام أو الصيام المائي هو نوع من الصيام يُقيد تناول كل شيء ما عدا الماء. وأصبح هذا النوع مؤخرًا وسيلة سريعة لإنقاص وزنه. يمكنك اتباع هذا النوع من الصيام لمدة تدوم من 24-72 ساعة، تجنب أن يدوم إلى مدة أطول من هذه دون إشراف طبي. أظهرت الدراسات أنه يمكن أن يكون لصيام الماء فوائد صحية عديدة. على سبيل المثال، قد يقلل من خطر الإصابة ببعض الأمراض المزمنة ويحفز المناعة الذاتية.

ومع ذلك، فإن الدراسات العلمية التي تحدثت عن صيام الماء محدودة للغاية. كما أنه على الجانب الآخر يأتي مع العديد من المخاطر الصحية، كما أنه غير مناسب للجميع.

أسباب تجعل الناس يجربون هذا النوع من الصيام

  • أسباب دينية أو روحية.
  • لتخفيف الوزن.
  • لإزالة السموم.
  • التحضير لإجراء طبي.
  • السبب الرئيسي وراء تجربة الناس لصيام الماء هو تحسين صحتهم.

في الواقع، ربطت العديد من الدراسات صيام الماء ببعض الفوائد الصحية المثيرة للإعجاب، بما في ذلك انخفاض خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان وأمراض القلب والسكري. قد يؤدي صيام الماء أيضًا إلى تعزيز عملية الالتهام الذاتي للخلايا، وهي عملية يقوم فيها جسمك بإزالة المكونات غير الضرورية أو المختلة وظيفيا، وإعادة تدوير المكونات الخلوية.

ومع ذلك، فإن صيام الماء ينطوي على العديد من المخاطر ويمكن أن يكون خطيرًا جدًا إذا تم اتباعه لفترة طويلة.

كيف تقوم بصيام الماء؟

لا توجد إرشادات علمية حول كيفية القيام بهذا الصيام. ولكن يجب الأخذ بالاعتبار أن هذا النوع من الحميات غير مناسب لكل الأشخاص، مثل الأشخاص الذين يعانون من النقرس والسكري (كلا النوعين 1 و 2)، وكبار السن، والنساء الحوامل، والأطفال.

وإذا لم تكن قد جربت صيام الماء من قبل، فيجب أن تقضي 3-4 أيام في تحضير جسمك لعدم تناول الطعام. ويمكنك القيام بذلك عن طريق تناول أجزاء أصغر في كل وجبة أو عن طريق البدء بالصيام لجزء من اليوم.

صيام الماء (24-72 ساعة)

أثناء الصيام، لا يُسمح لك بتناول أو شرب أي شيء بجانب الماء. معظم الناس يشربون 2-3 لترات من الماء يوميًا أثناء الصيام. يستمر الصيام لمدة 24-72 ساعة. يجب أن لا تزيد المدة لمدة أطول من هذا دون إشراف طبي بسبب المخاطر الصحية التي قد تحدث. قد يشعر بعض الأشخاص بالضعف أو بالدوار أثناء الصيام وفي هذه الحالة يجب تجنب تشغيل الآلات الثقيلة والقيادة لتفادي التسبب في حوادث.

ما بعد الصيام من يوم إلى ثلاثة أيام

بعد صيام الماء بيوم إلى ثلاثة أيام، يجب عليك مقاومة الرغبة في تناول وجبة كبيرة. وذلك لأن تناول وجبة كبيرة بعد الصيام قد يسبب أعراضًا غير محببة. بدلًا من ذلك، تناول وجبات صغيرة. يمكنك بعد ذلك البدء في زيادة كمية الوجبات تدريجيًا.

تعد مرحلة ما بعد الصيام مهمة للغاية خاصٍة في حال كانت فترة الصيام طويلة. وهذا لأنك قد تكون معرض لخطر متلازمة إعادة التغذية، وهي حالة قاتلة يمكن أن يتعرض فيها الجسم لتغيرات سريعة في مستويات السوائل والإلكتروليت، تستمر هذه المرحلة عادة لمدة يوم، ولكن قد يحتاج الأشخاص الذين يصومون لمدة 3 أيام أو أكثر إلى 3 أيام قبل أن يستطيعوا تناول وجبات أكبر حجمًا.

فوائد مهمة لصيام الماء

ربطت العديد من الدراسات البشرية والحيوانية صيام الماء بمجموعة متنوعة من الفوائد الصحية. فيما يلي بعض من هذه الفوائد.

تعزيز عملية الالتهام الذاتي

تشير العديد من الدراسات التي أجريت على الحيوانات إلى أن البلعمة الذاتية قد تساعد في الحماية من الأمراض مثل السرطان والزهايمر وأمراض القلب. على سبيل المثال، قد يتخلص الالتهام الذاتي من الأجزاء التالفة من خلاياك. وهذا قد يساعد في منع الخلايا السرطانية من النمو.

قد يساعد في خفض ضغط الدم

يمكن لصيام الماء الخاضع للإشراف الطبي مساعدة الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم في خفض ضغط الدم لديهم وذلك كما تشير بعض الأبحاث. في إحدى الدراسات، صام 68 شخصًا يعانون من ارتفاع ضغط الدم لمدة 14 يومًا تقريبًا تحت إشراف طبي. بنهاية الصيام، وجد 82% من الأشخاص أن ضغط الدم لديهم انخفض ​​إلى مستويات صحية (120/80 مم زئبق أو أقل).

دراسة أخرى، صام 174 شخصًا يعانون من ارتفاع ضغط الدم رجيم الماء لمدة 10-11 يومًا. بنهاية الصيام، حصل 90% من الناس على ضغط دم أقل من 140/90 مم زئبق. لسوء الحظ، لم تتحقق أي من الدراسات البشرية من العلاقة بين رجيم الماء على المدى القصير (24-72 ساعة) وضغط الدم.

قد يحسّن حساسية الأنسولين واللبتين

يؤثر هرموني الأنسولين واللبتين على عملية التمثيل الغذائي في الجسم بشكل أساسي. فالأنسولين (Insulin) يساعد الجسم على تخزين العناصر الغذائية من الدم، أما اللبتين فيساعد الجسم على الشعور بالشبع. أظهرت بعض الأبحاث أن صيام الماء قد يجعل جسمك أكثر حساسية لهرموني الليبتين والأنسولين. مما يجعل هذه الهرمونات أكثر فعالية. على سبيل المثال، كونك أكثر حساسية للأنسولين يعني أن جسمك أكثر فعالية في خفض مستويات السكر في الدم. وفي الوقت نفسه، يمكن أن يساعدك التحسس الأكثر للبتنين على معالجة إشارات الجوع بكفاءة أكبر، وبالتالي يقلل من خطر الإصابة بالسمنة.

قد يقلل من خطر العديد من الأمراض المزمنة

وجدت بعض الأدلة أن رجيم الماء قد يقلل من خطر الأمراض المزمنة مثل مرض السكري والسرطان وأمراض القلب. في إحدى الدراسات، اتبع 30 من البالغين الأصحاء صيام الماء لمدة 24 ساعة. بعد انتهاء الصيام، كان لديهم انخفاض كبير في مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم – وهما عاملان خطران للإصابة بأمراض القلب.

كما وجدت العديد من الدراسات التي أجريت على الحيوانات أن هذا الصيام قد يحمي القلب من التلف. علاوة على ذلك، فقد وجدت الأبحاث على الحيوانات أن صيام الماء قد يقمع الجينات التي تساعد خلايا السرطان على النمو. قد يحسن أيضًا من آثار العلاج الكيميائي. لا يوجد معلومات حقيقة عن فوائد صيام الماء لمدة 3 أيام أو صيام الماء لمدة شهر. حيث ينصح بعدم الصيام عن الماء لفترة طويلة.

بعض مخاطر صيام الماء

على الرغم من أن هذا الصيام قد يكون له بعض الفوائد، إلا أنه يأتي مع بعض المخاطر الصحية. فيما يلي بعض أخطاره.

قد تفقد نوع الوزن الخاطئ

لأن صيام الماء يقيد السعرات الحرارية، فسوف تفقد الكثير من الوزن بسرعة. في الواقع، تُظهر الأبحاث أنك قد تفقد ما يصل إلى 2 رطل (0.9 كجم) يوميًا خلال نظام صيام الماء من 24 إلى 72 ساعة. لسوء الحظ، قد يتكون الكثير من الوزن الذي تخسره من الماء والكربوهيدرات والكتلة العضلية.

قد تصاب بالجفاف

على الرغم من أن هذا يبدو غريباً، إلا أن صيام الماء قد يجعلك تعاني من الجفاف. هذا لأن حوالي 20-30% من استهلاكك اليومي من الماء يأتي من الأطعمة التي تتناولها. إذا كنت تشرب نفس الكمية من الماء ولكنك لا تأكل الأطعمة، فقد لا تحصل على كمية كافية من الماء.

  • تشمل أعراض الجفاف:

الدوخة، الغثيان، الصداع، الإمساك، انخفاض ضغط الدم وانخفاض الإنتاجية. لتجنب الجفاف، قد تحتاج إلى شرب كمية من الماء أكثر من المعتاد.

قد تواجه انخفاض ضغط الدم الانتصابي

انخفاض ضغط الدم الانتصابي شائع بين الأشخاص الذين يتبعون هذا النظام. يتم تعريفه على أنه انخفاض في ضغط الدم يحدث عندما تقف فجأة، ويمكن أن يجعلك تشعر بالدوار، وتتعرض لخطر الإغماء. إذا كنت تعاني من انخفاض ضغط الدم الانتصابي أثناء الصيام:

فقد تحتاج إلى تجنب القيادة أو تشغيل الآلات الثقيلة. الدوخة وخطر الإغماء يمكن أن يؤدي إلى وقوع حادث. إذا واجهت هذه الأعراض أثناء صيام الماء، فقد لا يناسبك هذا الحميات.

قد يؤدي إلى تفاقم العديد من الحالات الطبية

يجب أن لا يقوم الأشخاص المصابون بالظروف الطبية التالية بصيام الماء دون طلب المشورة من مقدم الرعاية الصحية الخاص بهم:

  • النقرس، هذا الصيام قد يزيد من إنتاج حمض اليوريك، وهو عامل خطر لنوبات النقرس.
  • مرض السكري، الصيام قد يزيد من خطر الآثار الجانبية الضارة في كل من النوع 1 والنوع 2 من مرض السكري.
  • اضطرابات الأكل هناك بعض الأدلة على أن الصيام قد يزيد من اضطرابات الأكل مثل الشره المرضي، وخاصة في سن المراهقة.

اقرأ أيضاً:

وعلى السابق ذكره، فإن صيام الماء قد يكون وسيلة شائعة للصيام لدى بعض الناس. ولكن على الرغم من فوائده الصحية العديدة، إلا أنه لا يخلو أيضًا من ارتباطه بالكثير من المخاطر. كما أنه قد لوحظت معظم تلك الفوائد الصحية لهذا الصيام في الدراسات التي أجريت على الحيوانات، وقد لا تنطبق نفس الآثار على البشر.

إذا كنت تصوم لمدة تزيد عن 3 أيام أي الصيام لمدة 72 ساعة أو كنت تعاني من حالات طبية مثل النقرس أو السكري. فقد تزيد خطورة هذه الطريقة بالنسبة لك. إذا كنت تريد الفوائد الصحية للصيام، فجرّب طرقًا أكثر أمانًا مثل الصيام المتقطع أو الصيام في يوم بديل. هذه الأنظمة تسمح لك بتناول بعض الأطعمة، مما يجعلها أسهل في اتباعها على المدى الطويل.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة