التدخين والجهاز التنفسي؛ مدى تأثيره على الصحة وأكثر الأمراض التي يصاب بها المدخنون

اروى معلا
نشرت منذ 3 أسابيع يوم 15 أبريل, 2024
بواسطة اروى معلاتعديل Mona Mohammed
التدخين والجهاز التنفسي؛ مدى تأثيره على الصحة وأكثر الأمراض التي يصاب بها المدخنون

التدخين والجهاز التنفسي (Smoking and respiratory system)؛ عندما نتتفس فإننا نتخذ أول خطوة في العملية التي تزود جسمنا بإمدادات الأكسجين الحيوية التي يحتاجها ليعمل، لكن عندما نتنفس دخان السجائر تحدث نفس العملية مع دخول هذا الدخان إلى أعماق رئتينا مما يؤدي إلى تراكم السموم وإتلاف الرئتين مما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة المرتبطة بالتدخين، في هذا المقال سنتعرف على التدخين والجهاز التنفسي، مدى تأثيره على الصحة وأكثر الأمراض التي يصاب بها المدخنون، التدخين مثل سرطان الرئة وغيرها.

حول التدخين والجهاز التنفسي

يمتد الجهاز التنفسي من الأنف ومجرى الهواء العلوي وصولاً إلى الرئتين، وعند التدخين ينتقل هواء التبغ المستنشق من الفم ليصل إلى الحويصلات الهوائية، ومع تحرك الدخان بشكل أعمق في الجهاز التنفسي يحدث امتصاص الغازات القابلة للذوبان وترسب الجزيئات في المجاري والحويصلات الهوائية، مما يسبب العديد من المشاكل الصحية التي تؤثر على صحة الجهاز التنفسي وقد تكون خطيرة في معظم الأحيان.

قد أثبت علمياً أنه يوجد ارتباط وثيق بين التدخين والجهاز التنفسي، حيث يحتوي الدخان على أكثر من 70 مادة كيميائية ضارة وأهمها النيكوتين والقطران وأول أكسيد الكربون، فالتدخين لا يقلل من كفاءة دفاعات الرئتين فقط، وإنما تلعب المواد الكيميائية الموجودة في التبغ دوراً نشطاً في إتلاف المسالك الهوائية، والتسبب في العديد من أمراض الجهاز التنفسي المهددة للحياة والتي تشمل السرطان خاصة سرطان الرئة، والربو، ومرض الانسداد الرئوي المزمن، والالتهاب الرئوي، والتي تعتبر من الأسباب الرئيسية للوفيات على مستوى العالم.

التدخين وسرطان الرئة

في الحديث عن التدخين والجهاز التنفسي يمكننا القول أن سرطان الرئة أحد أكثر أنواع السرطانات شيوعاً وشدة ويعتبر التدخين أكبر مسبب له، حيث ثبت علمياً أن الأشخاص المدخنون هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة مقارنة بغير المدخنين، ومرض سرطان الرئة هو نمو غير طبيعي للخلايا يسبب ظهور كتل أو أورام في الرئتين، قد يبدأ في بطانة القصبات الهوائية أو في أجزاء أخرى من الرئتين.

غالباً لا تظهر أعراض سرطان الرئة حتى يتطور المرض وتشمل الأعراض السعال، ألم الصدر، ضيق التنقس، التهابات الرئة المتكررة، فالأشخاص المدخنون يجب أن يخضعوا لاختبارات تشخيص مبكرة لسرطان الرئة مثل فحوصات الدم والتصوير بالأشعة وفحص البلغم أومن خلال عينة نسيجية (خزعة)، وفي حال الكشف يكون العلاج من خلال الجراحة، العلاج الكيميائي أو الإشعاعي، العلاج الدوائي والعلاج المناعي.

مرض الانسداد الرئوي المزمن والتدخين

الانسداد الرئوي المزمن هو مصطلح شامل يدل على عمليتين مرضيتين وهما التهاب الشعب الهوائية وحالة انتفاخ الرئة، حيث يعاني الأشخاص المصابون بالتهاب الشعب الهوائية من نوبات متقطعة من ضيق التنفس، أما انتفاخ الرئة يشير إلى تدمير الحويصلات الهوائية والتي تعتبر ضرورية من أجل تبادل الأكسجين، فعلى الرغم من أن هذا المرض يمكن أن يكون نتيجة التعرض لملوثات الهواء إلا أنه ينتج غالباً عن التعرض لدخان التبغ النشط أو السلبي.

فقد أظهرت الدراسات التي بنيت حول العلاقة بين التدخين والجهاز التنفسي أن الأشخاص الذين يدخنون هم أكثر عرضة للاصابة بمرض الانسداد الرئوي، وتشمل أعراضه صعوبة التنفس، السعال المزمن، تكون البلغم، قلة النشاط وفقدان الوزن، ويكون العلاج أولاً من خلال الإقلاع عن التدخين ويتم اللجوء إلى العلاج الدوائي وجهاز التنفس الاصطناعي أحياناً.

التدخين ومرض الربو

الربو هو مرض التهابي مزمن يصيب الشعب الهوائية ويتميز بأعراض تنفسية  مثل ضيق التتفس والأزيز وضيق الصدر بالإضافة إلى السعال المزمن، إن الشعب الهوائية لمريض الربو حساسة لمجموعة متنوعة من المحفزات وأهمها دخان السجائر أو التبغ، ومن المعروف أن التعرض لدخان السجائر بشكل مباشر أو غير مباشر يؤدي إلى ظهور مرض الربو وتفاقم الأعراض.

حيث تشير الدراسات التي أقيمت عن التدخين والجهاز التنفسي إلى انخفاض سريع في وظائف الرئة وإعاقة شديدة لتدفق الهواء لدى المدخنين المصابين بالربو، كما تجدر الإشارة أن مرضى الربو المدخنون يعانون من ضعف الاستجابة للعلاج بسبب تعارض التدخين مع أدوية الربو، ولكن يمكن عكس تفاقم أعراض هذا المرض من خلال الإقلاع عن التدخين كخطوة أولى والالتزام بالعلاج الدوائي ثانياً.

الجهاز التنفسي والتدخين السلبي

أنت بالطبع تعلم أن التدخين المباشر يضر بصحتك، لكن هل تعلم أنك معرضاً لخطر الإصابة بالمضاعفات الصحية الخطرة المتعلقة بالتدخين حتى لو لم تكن مدخناً؟ لا يقتصر أثر التدخين على الأشخاص المدخنين فقط وإنما يؤثر على عائلاتهم وأصدقائهم وزملائهم في العمل والجيران وحتى الغرباء الذين يتنفسون نفس الهواء المليء بالدخان.

هذا ما يعرف بالتدخين السلبي أو غير المباشر وهو استنشاق دخان تبغ الآخرين، حيث يزيد التدخين الغير مباشر من خطر الإصابة بامراض الرئة والجهاز التنفسي بشكل عام لدى الأطفال والبالغين، بما في ذلك الربو والتهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي وحتى سرطان الرئة، فعند الإقلاع عن التدخين أنت لا تحمي نفسك فقط ولكنك تضمن أن يكون أطفالك وجميع أفراد عائلتك بأمان وصحة جيدة.

فوائد الإقلاع عن التدخين لصحة الجهاز التنفسي

يعد الإقلاع عن التدخين أحد أهم الإجراءات التي يمكن للأشخاص المدخنون اتخاذها لتحسين صحتهم والتقليل من مخاطر الإصابة بأمراض الرئة والجهاز التنفسي، حيث أظهرت الدراسات أنه عندما يقلع الشخص عن التدخين يؤدي ذلك إلى زيادة سعة الرئة وتحسين التنفس في غضون أيام بعد الإقلاع عن التدخين، إليك أهم 5 نصائح للإقلاع عنه:

  • التفكير في سبب رغبتك في الإقلاع عن التدخين، اكتب قائمة بالأسباب مع تحديد تاريخ البدء.
  • البدء بممارسة التمارين الرياضية لزيادة النشاط البدني وتحسين صحتك وتعبئة أوقات الفراغ.
  • الحصول على قسط كافٍ من النوم وتناول الطعام الصحي مما يساعد على التكيف مع الإقلاع عن التدخين.
  • الانضمام إلى برامج الإقلاع عن التدخين أو مجموعات الدعم لمشاركة التجارب والخبرات.
  • تناول الأدوية أو المنتجات التي تساعد في الإقلاع عن التدخين بعد التحدث مع مقدم الرعاية مثل بخاخ الأنف من النيكوتين (nicotine)، علكة النيكوتين وغيرها.

هل تعود الرئة كما كانت بعد الإقلاع عن التدخين؟

من 3 إلى 9 أشهر تبدأ فوائد الإقلاع عن التدخين بالظهور تدريجياً مع مرور الوقت، لتشمل بعد ذلك الرئتين والقلب.وأوضحت الدراسات أنه بين 3 و9 أشهر تعود وظائف الرئة إلى نشاطها الطبيعي، ويقل السعال ويستعيد الشخص طاقته، وفي غضون 6 أشهر تقريبا، يتبدد التوتر الناجم عن عدم التدخين، ويصبح الشخص أكثر هدوءاً.

ما هي الأعراض التي تظهر بعد ترك التدخين؟

يمكن أن يشعر الفرد برغبة شديدة في التدخين أو بالجوع الشديد، أو السعال​ في أغلب الأحيان، أو الصداع​، أو صعوبة التركيز، أو الإمساك، أو التعب الشديد، أو التهاب الحنجرة أو صعوبة في النوم. ورغم أن أعراض الإقلاع قد تظهر بشكل كبير خلال الفترة الأولى، إلا أنها تزول في غضون أسابيع قليلة.

كيف أعرف أن الجهاز التنفسي لدي سليم؟

من خلال قياس التنفس (سبي-روم-تري) وهو اختبار شائع يتم إجراؤه في العيادة، ويستخدم لمعرفة مدى عمل رئتيك بشكل جيد، ويعمل عن طريق قياس كمية الهواء التي تستنشقها وكمية الهواء التي تخرجها عند الزفير وسرعة خروجها. ويستخدم قياس التنفس لتشخيص الربو وداء الانسداد الرئوي المزمن (COPD) والحالات الأخرى التي تؤثر على التنفس. قد يستخدم أيضاً قياس التنفس بصورة دورية لمراقبة حالة الرئة.

مما يتألف الجهاز التنفسي؟

الجهاز التنفسي هو الجهاز المسؤول عن تزويد خلايا الجسم بالأكسجين الضروري لعملها والتخلص من ثاني أكسيد الكربون ويتألف من الأنف، البلعوم، الحنجرة، القصبة الهوائية، الشعب الهوائية، الرئتان، الحويصلات الهوائية، الشرايين والأوردة.

اقرأ المزيد:

في الختام، تعرفنا في هذا المقال على أهم المعلومات حول التدخين والجهاز التنفسي (Smoking and respiratory system)، التدخين وسرطان الرئة، وأهم المخاطر والأمراض التي يمكن أن يسببها التدخين للشخص المدخن وجميع من حوله، بالإضافة إلى فوائد الإقلاع عن التدخين لصحة الجهاز التنفسي وأهم النصائح التي تساعد المدخن على الالتزام بذلك.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة