دور المجتمع في رعاية المعاقين؛ ودمجهم في مجالات الحياة المختلفة

ريما عاشوري
نشرت منذ 3 أسابيع يوم 12 أبريل, 2024
دور المجتمع في رعاية المعاقين؛ ودمجهم في مجالات الحياة المختلفة

دور المجتمع في رعاية المعاقين (The role of society in caring for the disabled)؛ يمكن القول بأن الإعاقة هي عبارة عن حالة إما أن تكون عقلية أو جسدية تؤثر على نشاط الفرد وأحاسيسه وحركته، لذلك كان لابد من محاولة تأهيل المعاقين، وذلك بسبب دور المعاقين في المجتمع، بالإضافة إلى دور المجتمع في رعاية المعاقين ودمجهم في مجالات الحياة المختلفة.

لذلك سنعرفك نصائح هامة لكيفية تعامل المجتمع مع ذوي الاحتياجات الخاصة أهم وسائل دور المجتمع في رعاية المعاقين، أهمية رعاية المعاقين، وغيره الكثير عن رعاية المعاقين ستجده في سطور مقالنا ضمن الفهرس الصحي.

دور المجتمع تجاه المعاقين

المجتمع له دور كبير تجاه المعاق ويبرز ذلك من خلال دور المجتمع في رعاية المعاقين حيث يعتبر رعايتهم من المهام التي تقع على عاتق كل فرد من أفراد هذا المجتمع من الصغير إلى الكبير وعلى مؤسسات المجتمع المدني التي تعمل جنباً إلى جنب مع الدولة، يتم ذلك من خلال نشر التوعية عن دور المعاقين وكيف بإمكانهم أن يكونوا منتجين وفاعلين في المجتمع، ومحاولة إزالة الصورة التي تشعر المعاق بالدونية من خلال تدريبه في مراكز لرعاية المعوقين وتأهيلهم وتهيئتم للانخراط في المجتمع، ذلك في مراكز رعاية المعوقين التي تكون خاصة بهم تقدم برامج حسب نوع الإعاقة يشرف عليهم متخصصون .

أهمية رعاية المعاقين

عند القيام برعاية المعاقين أو ذوي الاحتياجات الخاصة والاهتمام بهم، وتقديم الخدمات ودمجهم في المجتمع المدني، بإمكاننا تحويل المعاقين من عال على المجتمع إلى أشخاص فاعلين ومنتجين في المجتمع، وذلك من خلال الاستفادة من قدراتهم الكامنة وإكسابهم ثقة بالنفس تجعلهم ينخرطوا بالمجتمع ويفيدوا في تطويره، ويصبحوا فئة منتجة، وتطوير أنفسهم، والقدرة على العيش في المجتمع وحل المشكلات التي تواجههم، وبخاصة التنمر الذي يلقوه من الآخرين، وقد يتحولوا لأشخاص مبتكرين وناجحين وفاعلين في المجتمع.

من خلال دراسة وإحصائيات أجرتها الأمم المتحدة تبين بأن نسبة المعاقين يشكلون من 15% إلى 10% حول العالم، ونسبة كبيرة منهم لا تحصل على الاهتمام ليتحولوا لفئة منتجة في المجتمع.

ما هو دور المجتمع في رعاية المعاقين

يقع على عاتق المجتمع بكافة فئاته بدءاً من الأسرة والجماعات والدولة بحكومتها ومؤسساتها وأفرادها، بالإضافة إلى منظمات المجتمع المدني في مساندة ورعاية المعوقين ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تسهم في مساعدة المعاقين على العيش دون تنمر (Bullying) وتأمين رعاية المعاقين والاهتمام بهم وتفجير الطاقات الكامنة لديهم، سنذكر لك أهم 7 طرق لرعايتهم وهي كما يلي:

دمجهم مع الأصحاء في مقاعد الدراسة

دمج الطلاب المعاقين مع أقرانهم الأصحاء في السنوات الأولى من الدراسة في المدارس يقلل من التنمر وعدم التقبل لهم، وذلك لكي يكونوا جنباً إلى جنب مع الأصحاء، ويتعلم الأصحاء تقبل الآخر، وبذلك ينشأ مجتمع متطوراً وواعي.

دمج تاريخ الإعاقة في المناهج الدراسية

لا بد أن يكون هناك مادة دراسية تدرس في المناهج الدراسية عن الإعاقة وأنواعها وكيفة التعامل معها، وذلك حتى يعرف المعاق تاريخ الإعاقة، ويتقبل الأصحاء المعاق، ويتعاملوا معه كشخص لا يعاني من شيء والمشاركة معهم في الأنشطة، وبذلك لكي يتم الاعتراف بهم في المجتمع.

إدخالهم مجالات العمل وتوظيفهم

يجب دمج المعاقين في الحياة العملية وإدخالهم سوق العمل وفي المؤسسات الحكومية، وهذا الأمر قد يكون صعب في البداية بسبب تردد أصحاب العمل في توظيفهم خوفاً من قلة الإنتاج أو عدم تكافؤها مع الأصحاء في العمل، ولكن الأمر قد يكون عكس ذلك، قد يكون قدراتهم تفوق قدرات الكثير من الأصحاء، ولكنهم يحتاجون إلى فرصة لإثبات ذلك، ويجب متابعتهم ومعرفة ما يحتاجونه وقد يكون احتياجاتهم بسيطة ولكنهم يأتون بأفكار مبتكرة.

استلامهم الأدوار والمناصب

يمكن أن يستلم ذوي الاحتياجات الخاصة والمعاق مناصب مهمة وينتجوا فيها، لذلك يجب معاملتهم كمعاملة الأصحاء في كافة الحقوق ومنها دوراً في الترشيح للانتخابات في أي مجال سواء الجامعة أو في استلامه المناصب، لكي يكسر هذا الحاجز الذي يجعل المعاق في قوقعته.

صندوق رعاية المعوقين

ذلك من خلال إحداث صندوق رعاية تأهيل ذو الاحتياجات الخاصة تتبناه بعض أفراد البلد المقتدرين والحكومة ومؤسسات المجتمع المدني، يضمن تقديم مساعدات إلى المعوقين وتبني مشاريعهم، وتكفلهم صحياً وخدمياً، بالإضافة إلى تسهيلات كبيرة لهم في كل مجالات الحياة المختلفة، وهذا ما بدأت أغلب الدول بتطبيقه.

ظهورهم إعلامياً

نحنا بحاجة لظهور شخصيات من المعاقين على شاشة التلفاز وفي الوسائل الإعلامية، وهي تؤدي أدوار إعاقة حقيقة بدلاً من إعطاء الدور لأشخاص أصحاء يقلدون أشخاص معاقين، وعند إعطاء المعاق الدور سوف يكون متقن له وبذلك يؤديه بشكل ممتاز ومبتكر بالرغم ما يعانيه من إعاقة لأنه يعكس إعاقته دون تصنع بكل تفاصيل الإعاقة.

تسهيل حركتهم في جميع الأماكن وتقديم الخدمات لهم

يعتبر تسهيل حركة المعاقين هي من الأمور التي يجب الاهتمام بها وذلك من خلال تصميم طرق خاصة بهم بجوار الطرق التي يمشي بها الأصحاء لتسهيل عليهم الحركة والتنقل سواء في مداخل المباني أو الدرج الخاص بهم، وذلك بما يخدم نوع الإعاقة بأكثر من طريقة.

بالإضافة إلى تقديم الخدمات المتعلقة بهم لتسهل لهم حياتهم، وتعطيهم ثقة بالنفس، وذلك من خلال تهيئة بعض الأمور التي تسهل لهم حياتهم من خلال المعاملة الخاصة في وسائط النقل وأماكن الجلوس، وفي دوائر الدولة وما يحتاجونه من أمور.

دور المعاقين في المجتمع

الكل يعلم دور الأصحاء في المجتمع، ولكن ماذا عن المعاقين أو دور ذوي الاحتياجات الخاصة، ماذا يحدث عند دمجهم وتأهيلهم مع الأشخاص الأصحاء في المجتمع المدني، الذي ينتج أعضاء فاعلين في المجتمع، ويقدموا كل ما لديهم من طاقات كامنة، وتشتغل قدراتهم في مجال العمل وتحويلهم من أشخاص يحتاجون مساعدة إلى أشخاص يقدموا المساعدة ومنتجين وفاعلين. حيث إنه في السنوات الأخيرة زاد الاهتمام بهذه الفئة من المعوقين وتدريبهم وتأهيلهم في مراكز متخصصة قبل انخراطهم في المجتمع إيماننا بدورهم الكبير والمنتج للمجتمع.

في سلطنة عمان تم إصدار قانون رعاية وتأهيل المعاقين الصادر بالمرسوم السلطاني رقم 63/2008، والذي يبرز دور المجتمع في رعاية المعاقين.

التحديات التي تواجه المعاقين

على الرغم من الوعي بين أفراد المجتمع على كيفية التعامل مع المعاقين، وعلى الرغم من ذلك ما زال هناك بعض الصعوبات التي تواجه المعاقين أو ذوي الهمم رغم دور المجتمع في رعاية المعاقين وهي كما يلي:

  • المشكلات الاجتماعية:

هي حدوث التنمر من بعض أفراد المجتمع تجاه المعاقين ونظرة الشفقة من قبل البعض الآخر.

  • مشكلات تربوية:

تتلخص في عدم وجود ما يكفي من المراكز الحكومية لتأهيلهم وتدريبهم قبل دخول الحياة العملية، وتكلفة المراكز الخاصة مكلفة جداً فلا يحصل المعاق على التأهيل اللازم.

  • مشكلات مهنية:

ذلك من خلال نقص فرص العمل أمام المعاقين، وعدم قبول أرباب العمل في تشغيل ذوي الاحتياجات لديهم، بالإضافة لقلة الفرص الحكومية في التوظيف.

  • مشكلات أسرية:

ذلك من خلال اعتبار أن المعاق هو عال على المجتمع ويحتاج لمرافق دائم وبأنه عقاب من الله للأسرة.

  • مشكلات تكوين الأسرة:

يرغب المعاق بالزواج ولكن الإعاقة تقف حاجزاً إمامه، بالإضافة لنظرة المجتمع للمعاق بأنه غير قادر على تحمل المسؤولية.

  • مشكلات خدمية:

وسائل النقل غير مهيئة لركوب المعاقين بها، وعدم وجود أماكن خاصة لعبورهم أو وسائل تسهل حركتهم.

تعامل المجتمع مع ذوي الاحتياجات الخاصة

عند التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة يجب علينا الانتباه لكثير من الأمور وأهمها:

  • مساعدتهم عند وجودهم في بعض الأماكن كدوائر الدولة وغير من الأماكن.
  • عدم الاستخفاف بالمعاق والتقليل من قيمته.
  • لا تستعجل الإجابة على سؤال طرحته عليهم وكن صبوراً.
  • تجنب المزاح معهم بطريقة السخرية.
  • معاملتهم كأنهم أصحاء وعدم التعامل معهم من باب النقص.
  • تعزيز دور المعاق وتشجيعه ومدح على أي عمل يقوم به، لكي تزيد ثقته بنفسه.
  • التحاور والنقاش معهم كأنهم أشخاص عادين.

شخصيات تحدت الإعاقة وحققت إنجازات في حياتها

خارقون وليسوا معاقون، هذا ما يمكننا قوله عن هذه الشخصيات التي تغلبت على إعاقتها وتحدتتها بقصص نجاح مذهلة يعجز عنها الأصحاء، مما كان له دور في إثبات دور المعاقين في المجتمع، تعرف على أبرزهم:

  • طه الحسين: ضرير ولكنه أصبح عميد للأدب العربي.
  • توماس أديسون: كان لديه صعوبات تعلم، حصل على عدد كبير من براءة الاختراع إلى ما يصل ١٠٠٠ براءة اختراع.
  • كيم بيك: يعاني من تلف في بعض أجزاء المخ، حيث قال الأطباء بأنه يعاني من تخلف عقلي، وهو يعتبر صاحب أقوى ذاكرة في العالم.
  • عمار الشريعي: ولد كفيف ولكنه أصبح أحد أشهر أعمدة الموسيقا في مصر.
  • فريدا كاهلو: كانت تعاني من مرض شلل الأطفال ومع ذلك كانت من أشهر الرسامين في المكسيك.

ما هو الفرق بين المعاق والمعوق؟

الشخص المعاق هو من ولد بإعاقة، بينما الشخص المعوق ولد وليس به إعاقة ولكنه فقط بعض أعضائه بحادث ما.

كيف نسهل حياة المعاقين؟

يمكن تسهيل حياة المعاقين، وذلك بتوفير بعض الخدمات المساعدة لهم ولحركتهم مثل المنحدرات خارج المنازل والمصاعد وغيرها من الوسائل المساعدة.

من أول من اهتم بالمعاقين؟

المصريون القدماء هم أول من قدسوا واحترموا المعاقين ودمجهم في المجتمع، وسلموهم مناصب هامة في الدولة.

هل يمكن التغلب على الإعاقة؟

نعم، يمكن التغلب على الإعاقة، والدليل على ذلك هناك شخصيات لديها إعاقة وتحدوها، وأثبتوا نجاحهم ومنهم توماس أديسون وطه حسين وغيره من المعاقين الناجحين.

بذلك نكون قد تعرفنا على دور المجتمع في رعاية المعاقين بالإضافة إلى دور مؤسسات المجتمع المدني في رعاية المعوقين وذوي الاحتياجات الخاصة، وتأهيلهم ودمجهم ليكونوا أعضاء فاعلين، وذلك من خلال معرفة أهمية رعاية المعاقين، دور المعاقين في المجتمع، دور المجتمع في رعاية المعاقين، نصائح لكيفية تعامل المجتمع مع ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك لكي نكون على علم بالدور الذي يقدمه المعاق للمجتمع عندما يعتبر عضو فاعل ومندمج مع المجتمع.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة