النظام الغذائي لمرضى سوء الامتصاص؛ تعرف على الأطعمة المسموح بها والممنوعة

ليليان الحداد
نشرت منذ أسبوعين يوم 12 أبريل, 2024
النظام الغذائي لمرضى سوء الامتصاص؛ تعرف على الأطعمة المسموح بها والممنوعة

النظام الغذائي لمرضى سوء الامتصاص؛ يهدف إلى تحسين حالة المريض الغذائية، إذ يحدث سوء الامتصاص عندما لا يتم استخلاص العناصر الغذائية وامتصاصها بشكل صحيح من الطعام أثناء عملية الهضم أو عن طريق الجهاز الهضمي، وبالتالي يؤدي هذا إلى نقص الفيتامينات والبروتينات والمعادن والكربوهيدرات وغيرها من العناصر الغذائية المهمة لنمو وتنظيم نظام الجسم. تعرف في هذا المقال على الأطعمة المسموح بها والممنوعة، المكملات الغذائية لسوء الامتصاص، وعلى أهم 4 أعشاب تساعد بعلاجه.

نبذة عن مرض سوء الامتصاص

سوء امتصاص الجهاز الهضمي هو فشل في امتصاص العناصر الغذائية بالكامل من الجهاز الهضمي، يتطلب هضم وامتصاص العناصر الغذائية داخل الجهاز الهضمي تفاعلا معقدا بين العمليات الحركية والإفرازية والهضمية والامتصاصية التي تكون عرضة لمختلف الاضطرابات المحتملة التي قد تؤدي إلى متلازمات عالمية أو محددة من سوء الامتصاص، والنتيجة هي سوء التغذية.

أسباب مرض سوء الامتصاص

يمكن أن تسبب العديد من الأمراض سوء الامتصاص، وغالبا ما ينطوي سوء الامتصاص على مشاكل عدة قد يكون منها:

  1. مشاكل في امتصاص بعض الفيتامينات أو البروتينات أو السكريات أو الدهون.
  2.  مشكلة عامة في امتصاص الطعام.
  3. وجود مشاكل أو حدوث تلف في الأمعاء الدقيقة التي بدورها تؤدي لوجود مشاكل في امتصاص العناصر الغذائية الهامة.
  4. حدوث حالات أخرى مثل مرض التهاب البنكرياس المزمن أو مرض كرون أو مرض التليف الكيسي.
  5. بعض المخالفات الخلقية أو الموجودة عند الولادة، مثل رتق القناة الصفراوية.

أعراض مرض سوء الامتصاص

أعراض مرض سوء الامتصاص تختلف حسب مستوى تقدم المرض، في البداية تبدو أعراضه كالتالي:

  • وجع بطن مع حدوث انتفاخ ووجود غازات.
  • استفراغ وغثيان.
  • حدوث إسهال أو إسهال دهني (براز دهني).

مع مرور الوقت، ستظهر علامات سوء التغذية حيث يمكن أن يبدو نقص المغذيات كبيرة المقدار كما يلي:

  • فقدان الوزن غير المقصود.
  • هزال العضلات وظهور كدمات على الجلد.
  • الشعر الجاف وتساقط الشعر.
  • حدث فقر الدم.
  • تأخر النمو عند الأطفال.

الأطعمة المفيدة لمرضى سوء الامتصاص

عند اتباع النظام الغذائي لمرضى سوء الامتصاص هناك عدد من الأطعمة المفيدة لمرضى سوء الامتصاص والواجب تناولها ومنها:

الحبوب والبقوليات

تعطي الحبوب والبقوليات الطاقة وفيتامين B للجسم، ويفضل أن يتم اختيار  الحبوب المصنوعة من الدقيق المعاد تكريره، وتشمل أفضل الخيارات على الخبز الأبيض والأرز والمعكرونة بأنواعها والحبوب الجاهزة المكررة مثل رقائق الذرة.

الفاكهة في النظام الغذائي لمرضى سوء الامتصاص

تعتبر الفاكهة مصدرا مهما للعناصر الغذائية في النظام الغذائي لمرضى سوء الامتصاص وخاصة الفواكه الغنية بالبوتاسيوم، حيث أن الإسهال المتكرر يؤدي لخسارة الجسم لعنصر البوتاسيوم، لذا من الضروري الحصول على كميات مناسبة منه في نظامك الغذائي. تعد الفاكهة أيضا مصدر غني بالألياف الغذائية، وتشمل خيارات الفاكهة المفيدة لسوء الامتصاص الموز والعصير الطبيعي والفواكه المعلبة كالأناناس.

الخضروات الطازجة

تعتبر الخضروات مصدر غني بالألياف الغذائية للمرضى الذين يعانون من سوء الامتصاص، ومن أهم هذه الخضراوات البطاطا، السبانخ، الجزر، الفاصولياء، البازلاء والهليون، كما تحتوي عصائر الخضار على نسبة مرتفعة من الصوديوم والبوتاسيوم التي تساعد في تعويض الخسائر.

منتجات الألبان

تعتبر منتجات الألبان غنية بعنصر الكالسيوم المفيد لصحة العظام، لكن مع مراعاة الحد من تناول اللاكتوز، قم بتناول الألبان والأجبان، وكذلك إضافة الحليب قليل الدسم أو الذي لا يحوي على اللاكتوز في النظام الغذائي لمرضى سوء الامتصاص.

أشارت العديد من الدراسات إلى أن مشتقات الألبان والأجبان تحتوي على البروبيوتيك وهي سلسلة من البكتيريا الطبيعية التي تتجمع بالأمعاء وتساهم في تحلل الطعام وتفككه وبالتالي تساعد على امتصاص الأغذية.

البروتينات لمرضى سوء الامتصاص

جسم الإنسان بحاجة إلى كميات وافرة من البروتين الذي يدعم المناعة (immunity)، تشمل الخيارات المتاحة في النظام الغذائي لمرضى سوء الامتصاص اللحوم الخالية من الدهون أو الدواجن أو الأسماك، كما يعتبر البيض من أهم مصادر البروتين.

الدهون المضافة

الدهون المضافة غنية بالسعرات الحرارية، ولكن يجب الحرص على تناول كمية محددة وليس بكثرة من أجل المساعدة في الحد من سوء الامتصاص. تشمل الدهون المضافة الصحية على ملعقة صغيرة من السمن النباتي أو الحيواني، أو ملعقة من الزبدة أو زيت الزيتون، أو ملعقة مايونيز.

الأطعمة الممنوعة لمرضى سوء الامتصاص

عند اتباع النظام الغذائي لمرضى سوء الامتصاص فإن هناك مجموعة من الأطعمة التي يجب أن يبتعدوا عن تناولها نهائيا لأنها ستؤثر سلبا على صحتهم ومن أبرز الأطعمة الممنوعة لمرضى سوء الامتصاص ما يلي:

  • الحبوب المحتوية على الغلوتين كالقمح والشعير والذرة.
  • معظم الخبز والمقرمشات واللفائف كالخبز الأبيض، الخبز الأسمر، وخبز العجين المخمر.
  • بعض التوابل المعينة، مثل صوص الصويا، الكاتشب، وصلصة الشواء.
  • معظم المخبوزات كالكيك، الكعك، المعجنات، والبسكويت.
  • المعكرونة بأنواعها.
  • بدائل اللحوم مثل السجق أو النقانق، أو الكبة، أو المرتديلا.

المكملات الغذائية لسوء الامتصاص

نظرا لأن سوء الامتصاص قد يؤثر على نمو ووظائف الجسم، فمن الضروري طلب المشورة الطبية من قبل طبيب مختص، حيث يمكن حل المشكلة من خلال تناول المكملات الغذائية لسوء الامتصاص الموضحة في ما يلي:

مكملات الإنزيمات الهضمية

هي مجموعة من الإنزيمات القادرة على تكسير الدهون والبروتينات والكربوهيدرات، وقد تلعب دورا في إدارة سوء الامتصاص وتكون قادرة على المساهمة في السيطرة على بعض أمراض الجهاز الهضمي مثل عدم تحمل اللاكتوز.

مكمل أسيدوفيلس

يساهم في تصنيع واستخلاص المواد الغذائية ويوجد مستحضر منه في محلات الأغذية التكميلية، يؤخذ على معدة فارغة ثلاث مرات يوميا بمعدل ملعقة صغيرة.

فيتامين B12

يؤخذ مرتين أسبوعيا على شكل حقن، يعتبر هذا الفيتامين مهم لعملية الهضم وللحد من الإصابة بمرض الأنيميا الذي يصاحب عادة مرضى سوء امتصاص الأغذية.

مركب الأحماض الأمينية الحرة

هذا المركب الحمضي ضروري للبروتينات لأنها لا تتحلل إلى الأحماض الأمينية اللازمة لوظائف الجسم، يؤخذ بمعدل ثلاث مرات على معدة فارغة، موجود في محلات الأغذية التكميلية.

فيتامين C أو ج

يعتبر مهم لتنشيط جهاز المناعة واستخلاص المواد الغذائية، يؤخذ يوميا بمعدل 2000 إلى 8000 ميلي جرام على جرعات مقسمة ويؤخذ عادة مع العصير الطبيعي.

علاج سوء الامتصاص بالأعشاب

يفضل الكثير من الأشخاص علاج سوء الامتصاص بالأعشاب إلى جانب اتباع النظام الغذائي لمرضى سوء الامتصاص، ومن أهم هذه الأعشاب:

أعشاب غولدنسال

تعتبر عشبة غولدنسال من أقدم الأعشاب المستخدمة في علاج سوء الامتصاص، وذلك لاحتوائها على مواد متنوعة تساعد على تحفيز الجسم على الامتصاص.

إكليل الجبل

يساهم تناول إكليل الجبل في الحد من سوء الامتصاص؛ لأنه يحفز الجهاز الهضمي والمرارة على امتصاص العناصر الغذائية المختلفة.

عشبة الألوفيرا

تعتبر عشبة الألوفيرا من الأعشاب المعروفة على نطاق واسع بفوائدها العديدة المتعلقة بصحة الإنسان، حيث تعمل على حمايتها من العديد من الأمراض المتنوعة، لذلك تعتبر عشبة الألوفيرا من الأعشاب المفيدة في تحفيز المعدة على امتصاص الكثير من المغذيات، وبالتالي علاج سوء الامتصاص.

استخدام الزنجبيل

يمكن أن يساعد شاي الزنجبيل واستهلاكه في تحفيز زيادة الامتصاص، وينصح العديد من خبراء التغذية الذين يعتمدون على تناول الزنجبيل بشكل مستمر، وسيتم حل مشكلة سوء الامتصاص، خاصة إذا كان الشخص يعاني منه بشكل مزمن. الزنجبيل فاتح للشهية وقادر على تحفيز أجهزة الجسم لزيادة الوزن، وذلك بفضل العناصر الغذائية الهامة التي يحتوي عليها.

نصائح لمرضى سوء الامتصاص

بشكل عام يمكن التعايش مع مرض سوء الامتصاص عن طريق اتباع نظام متوازن يحتوي على المواد الغذائية التي يحتاجها الجسم واتباع الإرشادات الصحية ومنها:

  • تناول كميات كبيرة من الخضار الطازجة والفواكه.
  • تناول القليل من اللحوم ومشتقات القمح.
  • شرب كميات كافية من الماء.
  • تجنب القهوة والمشروبات التي تحتوي على الكافيين لأنها تمتص الحديد.
  • استشارة الطبيب مباشرة عند ظهور أعراض مرض سوء الامتصاص.
  • علاج سوء الامتصاص بالأعشاب مفيد ويمكن تضمينه عند اتباع النظام الغذائي لمرضى سوء الامتصاص.
  • معرفة الأطعمة المفيدة لمرضى سوء الامتصاص، وكذلك الحذر من الأطعمة الممنوعة لمرضى سوء الامتصاص.
  • ممارسة التمارين الرياضية من أجل تنشيط العضلات وتحفيز نمو الجسم.

أسئلة شائعة عن النظام الغذائي لمرضى سوء الامتصاص

بعد أن تعرفنا على كل ما يخص مرض سوء الامتصاص، وتعرفنا على الأطعمة المفيدة لسوء الامتصاص وكذلك الممنوعة، بقي القليل من التساؤلات التي تدور في أذهان البعض ومنها:

هل تناول الثوم يفيد مرضى سوء الامتصاص؟

بالطبع؛ يعتبر  الثوم مفيد جدا من أجل معالجة سوء الامتصاص وكذلك النحافة، إذ يساهم الثوم في علاج الكثير من المشكلات التي تتعلق بالجهاز الهضمي.

ما الذي يساعد على شفاء مريض سوء الامتصاص؟

العلاج لا يتم بتناول الأدوية فقط، وإنما يوجد عدد من الإجراءات الأخرى التي يجب اتباعها بالإشراف مع طبيب مختص، منها تعويض المريض عن نقص الفيتامينات والمعادن في جسمه بالمكملات الغذائية.

في نهاية المقال نكون قد تعرفنا على أعراض مرض سوء الامتصاص، وأسبابه، ومكونات النظام الغذائي لمرضى سوء الامتصاص، وتعرفنا على أهم الأطعمة المفيدة والممنوعة، مع العلم أن الأعشاب عامل مهم ومساعد في العلاج لهذا المرض، ونكون قد قدمنا بعض النصائح المفيدة للمرضى، مع تمنياتنا للجميع بالشفاء.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق