النظام الغذائي اللبناني؛ هو أشبه برحلة ممتعة تسعد كافة حواسك وتغنيها

نور حلوم
نشرت منذ أسبوع واحد يوم 12 أبريل, 2024
بواسطة نور حلومتعديل Heba Mahmoud
النظام الغذائي اللبناني؛ هو أشبه برحلة ممتعة تسعد كافة حواسك وتغنيها

النظام الغذائي اللبناني، هل سبق لك أن زرت لبنان وتعرفت على المطبخ اللبناني؟ إن لم تكن قد فعلت فقد فاتك الكثير لأن تذوق الطعام اللبناني هو أشبه برحلة ممتعة تسعد كافة حواسك وتغنيها، بدايةً من الألوان المبهرة للمازة اللبنانية المليئة بالخضار الطازجة ثم إلى الرائحة الترابية للطحينة والكمون وصولاً لقوام ونكهات تتراقص في فمك على وقع كل قضمة. إنما يبقى السؤال الأهم، هل المطبخ اللبناني صحي؟

ما هو النظام الغذائي في لبنان؟

إن تاريخ المطبخ اللبناني طويل يعود لآلاف السنين، لعصور الحكم الروماني والفارسي واليوناني والفينيقي. لكن في منتصف القرن الماضي تأثرت الأطباق اللبنانية بتركيا وفرنسا التي استولت على سلطة لبنان.

يمتاز المطبخ اللبناني بتنوعه من حيث الخضار والفاكهة والحبوب الكاملة والمكسرات والبذور والمأكولات البحرية، أما المكونات الرئيسية فهي الحمص والبقدونس، ولإضافة نكهة محببة يتم استخدام زيت الزيتون والحامض والثوم.

إضافة إلى ما سبق تعد المازة جزءًا أساسياً في المطبخ اللبناني، وهي عبارة عن مجموعة مكونة تقريباً من 60 طبقاً صغيراً ساخناً أو بارداً تقدم كمقبلات مع الخبز المسطح قبل الوجبة الرئيسية.

المأكولات اللبنانية الشهيرة

بعد أن تعرفنا على النظام الغذائي اللبناني في العموم بات بإمكاننا الغوص أكثر في عمق المطبخ اللبناني للتعرف على أشهى المأكولات اللبنانية الشهيرة:

الخبز أو بيتا

هو خبز دائري مسطح ومحضر من دقيق القمح المخمر. كما أنه معروف باسم الخبز اللبناني أوالعربي أوالسوري، يمتاز بتعدد استخداماته لكنه في الغالب يستعمل لتغميس البابا غنوج والحمص أو كغلاف للشاورما أو كجيب للفلافل، وبقايا الخبز يتم قليها لاستخدامها في الفتة والفتوش.

المناقيش

يعود الاسم إلى الفعل “نقاش” ومعناه “نحت”، وهذا الطبق الشرقي هو كناية عن خبز مسطح مغطى بمكونات عديدة مثل الزعتر أو لحم الضأن المفروم أو الجبن. لكن منقوشة الزعتر هي الأكثر شعبية على الإفطار، أما الزعتر فهو خليط من الزعتر المجفف والمردقوش وبذور السمسم المحمص والأوريغانو والملح والسماق.

الحمص

هو أول ما يتبادر للذهن إن سألت أحدهم عن أشهر طبق لبناني، إنه غمس شرق أوسطي يتم إعداده من الحمص المطبوخ والمهروس مع إضافة الثوم والطحينة وعصير الليمون. أما تقديمه يكون عادة مع زيت الزيتون أو الزيتون أو الحمص الكامل أو الطماطم المفرومة أو البقدونس أو السماق، بالإضافة للخبز دون شك.

ما زال لبنان محتفظاً بأرقام موسوعة غينيس مع حصة تزن 10452 كجم من الحمص، وهذا الرقم يرمز لمساحة لبنان. تم تحضيرها بواسطة 300 طباخ وعبر استعمال 8 أطنان من الحمص.

البابا غنوج

نوع آخر من الغمس اللبناني العالي الشعبية والاسم معناه “الأب المدلل”. يتكون طبق المقبلات الباردة هذا من الباذنجان المطبوخ والمهروس والمضاف له الثوم والطحينة وعصير الليمون والتوابل المختلفة وزيت الزيتون. يمتاز بنكهة مدخنة رائعة مصدرها الباذنجان المشوي على نار مكشوفة.

التبولة

إنها سلطة شامية معدة من البقدونس المفروم فرماً ناعماً وممزوجاً مع الطماطم والنعناع والبرغل والبصل وزيت الزيتون وعصير الليمون، والتي يتم تقديمها مع أوراق الخس. يعود أصل هذا الطبق إلى لبنان وسوريا وهو أشهر السلطات في المطبخ الشرق أوسطي ويعتبره الكثير من الناس طبقًا وطنيًا.

الفتوش

عبارة عن سلطة شامية أيضاً ولكن مكونة من أنواع مختلفة من الخضروات مع الكثير من الخبز المقطع والمقلي ومع إضافة مميزة للخل والسماق اللاذع. نشأ الفتوش في شمال لبنان، حيث كان المزارعون يستخدمون بقايا خبز بيتا عبر قليه في زيت الزيتون ثم خلطه مع ما يتوفر من خضروات وأعشاب.

المجدرة

يتم إعدادها من العدس البني أو الأخضر والأرز (أو البرغل) وذلك عبر طبخها بزيت الزيتون والبصل والكمون ومع إضافة البصل المكرمل بوفرة على سطح الطبق. كما وتقدم المجدرة إما ساخنة وإما باردة ويرافقها الزبادي والخضروات. وقد كانت في الزمن الماضي طعام الفلاحين وذلك لسهولة صنعها ورخص ثمنها.

ورق العنب

يعد نسخة لبنانية من دولما (أو سارما)، إنه ورق عنب محشي بخليط من الأرز القصير الحبة، بصل، ثوم، بقدونس وتوابل مثل القرفة والبهارات السبع اللبنانية. يكون ورق العنب إما نباتي أو محشو باللحم المفروم، هو أحد أطباق المازة، ويتم تناوله باردًا إذا كان نباتياً وساخناً إذا كان محضراً باللحم.

الكبة

طبق لبناني وطني واسمه معناه “الكرة”. يتم تحضيره من لحم الضأن أو البقر المفروم والمتبل ببهارات تدعى “دقة الكبة” والصنوبر المحمص والبصل والبرغل. هي نوع من المقبلات المهمة في المطبخ اللبناني، ويتم تشكيلها على هيئة كرة القدم أو كرات أو فطائر حتى يتم قليها أو شيها، كما يمكن أن تؤكل نيئة (كبة نية).

الشاورما

هي الأشهر عالمياً، وتباع كطعام للشوارع. إنها طبق شرقي محضر من لحم الضأن أو اللحم البقري أو لحم الدجاج المكدس على السيخ والغني بتتبيلة خاصة والمشوي في المشواة العامودية. تقدم على شكل شرائح رقيقة في شطيرة بيتا أو تُلف مع البصل والطماطم والبطاطا المقلية وصلصة الطحينة.

هل المطبخ اللبناني صحي؟

يمتاز المطبخ اللبناني بغناه بالأطعمة العديدة التي هي بمثابة حجر زاوية في نظام غذائي صحي على مستوى العالم، لأن الطعام اللبناني في الغالب مطهو منزلياً ووفقاً للطرق التقليدية للطهي وبمنتجات زراعية محلية طازجة وبإضافة توابل لبنانية تفتح شهيتك.

على سبيل المثال لا الحصر إن استخدام الحمص وزيت الزيتون كمكونين أساسيين في الأطباق اللبنانية يجعلان من هذا النظام نظاماً صحياً بامتياز. فالحمص عالي القيمة الغذائية، وهو بروتين نباتي يحتوي على الألياف الغذائية المفيدة لصحة الأمعاء، كما أنه مناسب لمرضى السكر. أما زيت الزيتون البكر فهو سمة أخرى مميزة في النظام الغذائي في لبنان شرط عدم الإفراط في تناوله.

فوائد النظام الغذائي اللبناني

كما سبق وذكرنا يعد الطعام اللبناني نظاماً غذائياً صحياً، لذلك لنلقي نظرة خاطفة على أبرز الأسباب التي تجعل من الأطباق اللبنانية خياراً رائعاً يمنحك 10 فوائد غذائية عالية:

خلوه من الطعام المعالج

الفرق الأبرز بين النظام الغذائي اللبناني والآخر الغربي هو خلو الأطعمة اللبنانية مما هو معالج أو مصنع واعتماده بشكل أساسي على البقوليات والخضار واللحوم وغيرها من المكونات الطبيعية.

استخدام المقادير الطازجة

بما أن المطبخ اللبناني يستخدم المكونات المحلية الطازجة فذلك يضمن لك أكبر حصة من الفوائد الغذائية من كل قضمة. وهذا الأمر ينعكس إيجاباً على البيئة لعدم الحاجة إلى التزود بمكونات الأطباق من خضار وفواكه وأعشاب من خارج المنطقة المحلية.

البهارات بدل الصلصات

ما من صلصات دسمة وثقيلة في المطبخ اللبناني، ويستعاض عن الصلصات بالأعشاب والتوابل لإضفاء نكهات لذيذة على كل طبق. مما يعني طعام دسم بالنكهة ولكن مع أقل قدر من الدهون المشبعة.

استعمال زيت الزيتون

إن أغلب الأطباق اللبنانية يتم طهيها بزيت الزيتون
بدلاً من الكريمة أو الزبدة أو غيرها من مشتقات الألبان، وهذا الأمر يساعد في خفض الكوليسترول وفي تقوية صحة القلب وفي السيطرة على مستويات السكر في الدم وفي تغيير ميكروبيوم الأمعاء. ومع أن زيت الزيتون مرتفع نسبيًا من حيث قيمة الدهون إلا أن الأحماض الدهنية الأحادية الغير مشبعة ومضادات الأكسدة تجعل منه خياراً صحياً.

كمية قليلة من النشا

من اللافت أن النظام الغذائي اللبناني قليل النشا عكس أغلب الأنظمة الغذائية الغربية. فبدل الكميات الكبيرة من المعكرونة أو البطاطس أو الخبز الأبيض الموجودة في المطبخ الغربي ستجد حصة صغيرة نسبياً من العدس أو الأرز في المطبخ اللبناني.

لحم الضأن هو الأساس

يفضل اللبنانيون إجمالاً استخدام لحم الضأن في الأطباق، وهو يعد الخيار الأكثر صحة من بين اللحوم الحمراء. ذلك أن الضأن يأكل العشب الغني بالنياسين والبروتين والسيلينيوم والزنك والفوسفور وفيتامين ب 12 وكذلك بالأحماض الدهنية الأساسية.

الخيارات النباتية هي السائدة

بالمبدأ تشكل الأطباق النباتية بالكامل جزءاً كبيراً من المطبخ اللبناني. فعلى سبيل المثال: ورق العنب بالزيت، الحمص، البابا غنوج، الفتوش وكذلك البيتزا النباتية المعدة من الفيتا والفطر والزيتون والحلومي والهالبينو وغيرها من الخيارات النباتية المتعددة. ومن المعروف أن الطعام النباتي أفضل صحياً من الآخر الغني باللحوم.

الأعشاب المفيدة

ما يميز الطبخ اللبناني تلك الأعشاب الطازجة والجيدة للغاية لصحتك. فالنعناع ينعش أنفاسك ويساعدك في عملية الهضم، كما أثبتت الأبحاث أنه يساعد في الوقاية من الصداع وإنقاص الوزن. أما البقدونس يحتوي على الفيتامينات K و C و A بنسب عالية وكذلك على الحديد والنحاس وحمض الفوليك.

توابل ساحرة

من التوابل الأكثر استخدامًا في لبنان والمفيدة جداً، الزعتر. وقد استخدم في العصور التوراتية كعلاج لمرض الجذام (Leprosy) كما أنه يمتاز بمكافحة السرطان ويعتقد بأنه يساعد في تقوية عقلك. إنه فعلاً غذاء رائع بطعم ساحر.

الحمص من أفضل البقوليات

لقد عرفت الفوائد الصحية للحمص منذ القدم، وتكمن هذه الفوائد في احتوائه على نسبة عالية من البروتين والمغنيسيوم والكالسيوم والفوسفات والحديد وفيتامين K. وكل هذه العناصر الغذائية تساهم في خفض ضغط الدم وتقوية العظام ومحاربة السرطان وخفض الكوليسترول وتقليل الالتهابات.

اقرأ المزيد:

النظام الغذائي اللبناني، كانت هذه رحلتنا في أرجاء المطبخ اللبناني وللحديث تتمة بعد أن تجرب ما لذ وطاب من الأطباق اللبنانية الشهيرة سواء قررت زيارة هذا البلد المميز بطعامه الشهي والصحي وبطبيعته الخلابة وبحسن ضيافة وكرم أهله المفعمين بالأمل والحياة حتى في أشد الظروف، أو حتى إن اكتفيت بالتوجه لأحد المطاعم اللبنانية المنتشرة في العديد من بلدان العالم.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق