الصحة النفسية (Mental) الصحه النفسيه (Psychological health)؛ أو كما تسمى الصحة السيكولوجية، إن صحة الفرد النفسية عبارة عن مجموعة من النشاطات والأفعال التي يقوم بها الفرد للحفاظ على صحته النفسية. لابد من صعوبات ومشكلات تواجه الشخص في حياته، حيث يعد حلها المعنى الحقيقي للسلامة النفسية، كما يعد الاستسلام للعثرات نقيض للصحة النفسية. إنها قدرة الإنسان بالتغلب على الأشياء السلبية الموجودة بداخله، كما تترجم بأنها إمكانية الفرد بالنجاة من الأشياء الغير محبذة من قبله والتي يصادفها في البيئة والمجتمع.

تعريف الصحة النفسية

السلامة النفسيه هي حالة من حالات الرفاهية النفسية، والتي تتيح للفرد تحويل ما يطمح به لحقيقة من خلال الإمكانات والقدرات، إن السلامة النفسية تعد جزء لا يتجزأ من الصحة، حيث لا يمكن أن نصف الفرد الغير معافى من الناحية النفسية على أنه لديه سلامة نفسية كاملة. إن تعاريف الصحة السكيولوجية كثيرة ولعل أبرزها:

  • تعريفها من الناحية العلمية.

تعرف على أنها النضج والتوافق الاجتماعي والنفسي، الذي يتطلب مهارات في تكوين علاقات شخصية واجتماعية فعالة وإيجابية ومقبولة من الفرد ومن الآخرين،  كما يعني توافقاً مع الذات بمعنى استبصار الفرد بذاته وقدراته وتوظيف ذلك في خدمة ذاته بشكل إيجابي.

  • تعريفها من الناحية الفلسفية

فقد عرفت السلامة النفسية على أنها القدرة على الحب والعمل والاستمتاع بالعمل الخلاق، فالشخص المعافى نفسياً هو من يلتزم بعمله ويستمتع به. أما الأشخاص الغير مستمتعين بعملهم قد تكون صحتهم النفسية غير مستقرة. حيث لا يمكن لمجتمعٍ ما أن يتطور ويزدهر دون أن تنطبع السلامة النفسية بأفراد ذلك المجتمع.

أنواع الصحة السيكولوجية

لها مكونات رئيسية عندما تتكامل مع بعضها البعض تنتج صحة الفرد النفسية، إن أنواعها هي الصحة المعرفية والعاطفية والسلوكية، كل هذه الأنواع مرتبطة ببعضها البعض، فقد يصل من صحته العاطفية سليمة إلى صحة معرفية سليمة، كما لو كان فرد ما يعاني من تدهور صحته المعرفية فحتما سيعاني من تدهور الحالات الصحية الأخرى وأهم 3 أنواع منها ما يأتي:

الصحة المعرفية

الصحة المعرفية هي واحدة من أنواع السلامة النفسية وهي القدرة على التعلم والتذكر بوضوح، لذا من كانت صحته السيكلوجية غير جيدة، سيعاني من مشكلات معرفية كالضعف في التفكير وصعوبة في التعلم وعدم القدرة على التذكر. تشير الصحة المعرفية إلى وظائف المخ مثل الانتباه والتعلم والذاكرة واللغة، كما يتضمن وظائف ذات ترتيب أعلى كصنع القرار والتخطيط وتنفيذ القرار المخطط له. كل هذه الوظائف تتعطل وتضعف إن تدهورت الصحة النفسية للفرد.

نظراً لأهمية الصحة المعرفية وتأثيرها الكبير على صحة الفرد النفسية يجب على الفرد أن يتخذ خطوات للحفاظ على صحته المعرفية وتحسينها وذلك من خلال:

  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.

الرياضة هي عامل كافٍ لضمان الصحة المعرفية، وذلك لأن ممارسة الرياضة تحفز هرمونات في الجسم، فتتحسن صحة الفرد النفسية مما يؤدي لتحسن الصحة المعرفية.

  • النوم الكافي.

يعد النوم الكافي عامل مهم من عوامل تحسين الصحة.

الصحة العاطفية

تعد الصحة العاطفية أحد أنواع الصحة السيكلوجية، فعلى قدر الوعي بالصحة العاطفية وأهميتها يُمكن التحكم بالمشاعر السلبية والإيجابية للفرد. لدى الأشخاص الأصحاء عاطفياً قدرة كبيرة بالتعامل مع المشاعر السلبية. ترتبط الصحة العاطفية بالسلامة النفسية ارتباطاً وثيقاً، فإذا مررت بحالة من التوتر أمامك احتمالين إما أن تتمكن وتسيطر على حالة التوتر فتكن من الأصحاء نفسياً أو الرضوخ لحالة التوتر فتكن مع الأشخاص المرضى نفسياً.

إن الصحة العاطفية تنعكس على صحة الفرد النفسية على نحو كبير، فإن كان الفرد من الأصحاء عاطفياً سينجح من ضغوطات العمل، أيضا يتمتع بصحة نفسية جيدة نظراً لانعدام المشاعر السلبية أو بقول أصح لعدم تأثير المشاعر السلبية على ذاته. من ناحيةٍ أخرى، الأشخاص الذين لديهم صحة عاطفية تكون علاقاتهم الاجتماعية جيدة مع باقي الأفراد، الأمر الذي يمهد لمنع وجود أمراض نفسية كالإنعزال والانطوائية والخجل الشديد.

قد يعكس شعور السعادة أثر إيجابي فيساهم في الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي. يظهر من يمتلك صحة جيدة بمظهر الواثق من النفس، بينما من صحته العاطفية متدهورة قد يبدو فاقداً للثقة بنفسه وغير قادر على القيام بأي نشاط لعدم ثقته بنفسه.

الصحة السلوكية

إن الصحة السلوكية عامل مهم جداً للسلامة النفسية، فالصحة السلوكية تصف العلاقة بين السلوكيات والسلام النفسي، يشمل ذلك سلوكيات الأكل والشرب وتعاطي الكحول ومدى تأثيرها على الصحة. إن سلوك تعاطي الكحول يرضي الفرد الذي يتعاطى ويشعره بسعادة مؤقتة ولكن مدى هذا أن الفرد سيصل إلى مرحلة تدهور لصحته النفسية بسبب السلوك السلبي الذي اعتاد القيام به.

كذلك هو الحال بالنسبة لسلوك الإقلاع عن التدخين (Smoking)، كثيرا ما من المدخنين يفشلون في الإقلاع عنه، الأمر الذي يولد الحزن لديهم مما يجعل شعور الحزن يتطور، ليصل لمرض نفسي مما يؤدي لعدم سلامة صحته النفسية، ليس من الضروري أن يحول الفرد مشاعره لسلبية بمجرد فشله بتغيير سلوك ما، بل لابد من الاستمرارية والتصميم وتكرار المحاولات. إن الصحة السلوكية تنعكس عليها الصحة العاطفية والمعرفية، فهي من أشمل مكونات السلامة النفسية.

الصحة النفسية هي أهم ركن من أركان الصحة نظراً لنتائجها سواء أكانت إيجابية على الفرد، يصبح جسد الفرد كاملاً بأفضل صحة أم سلبياً على الشخص، حيث يتحول جسده لآفة من الأمراض والعلل.

إنضم لقناتنا على تيليجرام