الإسعافات الأولية لقضمة الصقيع؛ تعرف معنا على أسبابها وأهم طرق علاجها

الإسعافات الأولية لقضمة الصقيع؛ يتعرض الإنسان للبرد؛ والأسباب شتى، وقد يغادر المكان الذي تعرض له للبرد، ولكن هل يغادر الصقيع جسده دون أعراض؟ سأتحدث اليوم في هذا المقال عن مراحل قضمة الصقيع FrostBite، تعرف على 4 طرق لعلاجها وما هي الإسعافات الأولية لقضمة الصقيع؟ وما هي أعراضها وأسبابها؟ وكيف يتم التشخيص؟ ستكون الإجابة عن التثليج أو عضة الصقيع؛ وكل ما يخصه في السطور القادمة.

ما هي عضة الصقيع؟

قضمة الصقيع ببساطة شديدة؛ هي تجميد يصيب الأنسجة نتيجة تعرضها للبرد الشديد، حيث يقتل البرد قسم من الخلايا التي تعرضت له، ويبقى جزء آخر متضرر ولكن ليس بنفس القدر، وسبب ذلك هو تضيق جزء من الأوعية الدموية مع البرد، وتدني تدفق معدل الدم لها، وقد يتسبب البرد في جلطات، تحدث في الأوعية الصغيرة، وإذا ما قللت الجلطات من تدفق الدم؛ فإن الأنسجة المحيطة بها سوف تموت.

إذا عاد التدفق الطبيعي للدم، فإن الأنسجة التي تضررت سوف تطلق موادًا سامة تزيد من الالتهاب، وتسري في الأنسجة المتأذية مما يساهم في تفاقم الأمر، لذا معرفة هذا الأمر ضروري لإجراء الإسعافات الأولية لقضمة الصقيع.

من هم المعرضون للإصابة بقضمة الصقيع؟

الكثير من الناس معرضين للإصابة بقضمة الصقيع، بسبب العديد من العوامل، ولكن أكثرهم:

• الناس الذين يمضون وقتًا طويلاً بالطبيعة؛ أو خارج المنزل، مثل المتشردين والمتنزهين والصيادين، ومتسلقي جبال هيملايا وغيرهم.
• من يكون قد ثمل من تناول الكحول.
• كبار السن غير الحاصلين على الدفء والطعام المناسب.
• من يعانون من جفاف شديد وإرهاق.
• يتعرض لقضمة الصقيع من يعانون من ضعف في أوعيتهم الدموية، كمرضى تصلب الشرايين والسكري.
• ممن يعانون من تشنج بالأوعية الدموية، بسبب تناول بعض الأدوية، أو التدخين، أو اضطراب عصبي معين.
• من يقل تدفق الدم لديهم بسبب لبس القفازات الضيقة، أو الأحذية ضيقة.

تحذير: التلامس المباشر مع المعادن، والتعرض للرطوبة، يزيد من خطر التعرض لقضمة الصقيع.

ما قبل الإسعافات الأولية لقضمة الصقيع

إسعافات التثليج تبدأ قبل حدوثها، وذلك من خلال تدفئة الجسم؛ وبالذات الأطراف، وذاك لتحميها من الآثار السلبية للبرد، ولكن لماذا يجب أن نحمي الأطراف بالذات؟

لماذا تبرد الأطراف؟ ولماذا ندفئها؟

يعمل جسم الإنسان أولاً على البقاء على قيد الحياة، ثم بقاء الجسم بحالة من التوازن والدفء، أما في أوقات البقاء لفترات طويلة بالبرد، يقوم الجسم بإرسال إشارات إلى الأوعية الدموية لكل من الساقين والذراعين لكي يقوموا بالتضييق أو الانقباض.

إبطاء تدفق الدم للجلد

يبطؤ تدفق الدم إلى الجلد، ليستطيع الجسم إرسال كميات إضافية من الدم إلى الأعضاء الحيوية، وتزويدها بالعناصر الغذائية الأساسية؛ مما يساعد في منع حدوث انخفاض إضافي في درجة حرارة الجسم الداخلية، فيستمر إعطاء كمية أقل من الدم للجزء الخارجي، ومع تكرار هذه العملية تصبح أطراف الجسم الأبعد عن القلب أكثر برودة.

استجابة الصياد

يبدأ الجسم بتفعيل حالة تسمى (استجابة الصياد)، حيث يتم اتساع الأوعية الدموية لفترة معينة؛ وتعود وتتقلص من جديد، ويقوم الجسم بتدوير فترات التمدد مع أوقات الانقباض، وذلك من أجل إمكانية الحفاظ على أكبر قدر ممكن من الوظائف فعالة في الأطراف.

مراحل الإسعافات الأولية لقضمةالصقيع

تتلخص الإسعافات الأولية لقضمة الصقبع بأربعة مراحل، لذا تعرف على أهم 4 طرق لعلاجها، وعي:

1. أول خطوة لإجراء الإسعافات الأولية لقضمة الصقيع، هي أن يقوم بها الشخص المصاب بقضمة الصقيع أو أحد الأشخاص الذين حوله هي طلب المساعدة الطبية من الأخصائيين.
2. إزالة جميع الملابس المبللة عن جسم المصاب، وبالأخص القريبة من منطقة الإصابة.
3. رفع الأذى عن المنطقة المصابة بالقرب من القلب، إذا كان ذلك ممكن، لتجنب تورم المنطقة.
4. تدفئة المريض بشكل جيد، وإذا كان لا يستطيع الحركة؛ فإن الحل الأمثل لإجراء الإسعافات الأولية لقضمة الصقيع لديه؛ هي أن تشغله بالمحادثة والكلام.

الإسعافات الأولية لقضمة الصقيع السطحية

في هذه الحالة تكون الإسعافات الأولية لقضمة الصقيع أشد فائدة، فقد يشعر المصاب بالتنميل أو الوخز، أو الحرقان، أو الحكة، أو البرودة؛ في جميع المناطق المصابة تقريبًا، حيث تبدو المناطق المصابة بيضاء ومجمدة، لكن إذا ضغطت عليها فإنها تحتفظ ببعض المقاومة.

الإسعافات الأولية لقضمة الصقيع العميقة

وهنا تكون الإسعافات الأولية لقضمة الصقيع أقل قيمة، لأنه يحدث انخفاض في الإحساس بالبداية ويفقد تمامًا في النهاية، ويُلاحظ التورم وكذلك بعض البثور المليئة بالدم منتشرة على الجلد الأبيض أو المصفر الذي يبدأ شمعيًا، ويتحول مع الوقت إلى اللون الأزرق المائل إلى البنفسجي، أما المنطقة الصلبة، فلا تبدي مقاومة عندما يتم الضغط عليها، وقد تبدو ميتة وسوداء.

مراحل تطور الألم

مراحل تطور الألم لقضمة الصقيع

سيحس ويعاني الشخص المصاب من ألم شديد إذا تم إعادة تدفق الدم وإعادة تدفئة المناطق، ويتحول الشعور بالألم المستمر الباهت إلى إحساس بالخفقان؛ وذلك في غضون يومين إلى ثلاثة أيام، وقد يستمر هذا الشعور والحس بالألم من أسابيع إلى شهور، حتى تكتمل عملية الفصل النهائي للأنسجة.

ما بعد الإسعافات الأولية لقضمة الصقيع

بعد البدء بالعلاج وإجراء الإسعافات الأولية لقضمة الصقيع، يمكن التنبؤ بمسار الإصابة حيث يبدأ بالتنميل، يرافقه خفقان بالقلب وقد يستمر لأسابيع أو شهور، حتى يتم الفصل بين الأنسجة المصابة والسليمة، ثم يتم استبدال هذه الحالة بشعور طويل الأمد؛ بالوخز مع إحساس بصدمة كهربائية في بعض الأوقات، يمكن أن تستمر بعض الأعراض كحساسية الجلد للبرد والألم المزمن (Chronic pain)، وفقدان الحواس وغيرها من الأعراض لسنوات.

في حال أهملت الإسعافات الأولية يحدث البتر

علاج قضمة الصقيع يتم على مدى أسابيع، وممكن أن تطول لأشهر، قد لا تحتاج بعض الحالات للعمليات الجراحية، وبعضها يحتاج لعمل جراحي وبتر للعضو (amputation)، فبعض المقولات الشائعة بين الأطباء الجراحين؛ الذين عالجوا إصابات قضمة الصقيع “إصابة الشخص بقضمة الصقيع في يناير، والبتر في يوليو”، أما إذا تم إجراء العملية الجراحية بوقت مبكر فإن مخاطر إزالة الأنسجة التي قد تتعافى في النهاية تكون كبيرة.
يتم حاليًا تطوير بعض تقنيات التصوير الشعاعي، التي قد تكون قادرة على إجراء هذا التقسيم في وقت أقرب بكثير، وبالتالي السماح بمعالجة نهائية مبكرة.

أسباب عضة الصقيع

معرفة الأسباب يساهم في إجراء الإسعافات الأولية لقضمة الصقيع بصورة مبكرة، هذا وتحدث قضمة الصقيع بطريقتين مختلفتين، وذلك بحسب سببين أساسيين، وهما:

•  السبب الأول

تتشكل وتتكون بلورات الجليد في الفضاء خارج الخلايا، يؤدي لفقد الماء من داخل الخلية، ويسبب الجفاف تدمير الخلية.

• السبب الثاني

السبب الرئيسي هي البطانة التالفة للأوعية الدموية، مع عودة الدم بالتدفق إلى الأطراف عند إعادة التدفئة، ليجد أن الأوعية الدموية قد تضررت وأصيبت، وبسبب البرد كذلك تصبح جدران الأوعية الدموية قابلة للاختراق، ويسبب بتسرب الدم إلى الأنسجة، فتتم محاولة إعاقة وإيقاف تدفق الدم وتكوين جلطات صغيرة، حتى في أصغر الأوعية الدموية الموجودة بالأطراف.

بسبب المشاكل التي يحدثها تدفق الدم هذا، تحدث تفاعلات معقدة، مما يؤدي إلى الإصابة بالتهاب يتسبب بتلف المزيد من الأنسجة، هذه الإصابة هي المحدد الأساسي لمقدار تلف الأنسجة الذي يحدث في النهاية.

عرض سريع لمراحل قضمة الصقيع

عرض سريع لمراحل قضمة الصقيع

إذا لم يتم إجراء الإسعافات الأولية لقضمة الصقيع؛ فإنها تتطور خلال 4 مراحل، وهي:

1. ألم وتهيج الجلد (المرحلة الأولى).
2. بعض البثور ولكن ضررها ليس كبير (الدرجة الثانية).
3. إصابة جميع طبقات الجلد وتصاب الأنسجة بالتلف الدائم (الدرجة الثالثة).
4. عند تجمد العظم والأوتار تحدث قضمة الصقيع (الدرجة الرابعة).

تحذير: إهمال الأعضاء المتضررة، وعدم إجراء الإسعافات الأولية لقضمة الصقيع، قد يتسبب بحالة تشبه الغرغرينا، مما يؤدي إلى بتر العضو.

حالات معتدلة للتثليج (عضة الصقيع)

هناك بعض الحالات تكون أكثر اعتدالًا فيما يتعلق بالإصابة بقضمة الصقيع، منها لسعة الصقيع وقدم الخندق وتورم الأصابع.

لسعة الصقيع

لسعة الصقيع هي تطور بالإحساس يشبه الوخز (تنمل)، يصيب الجسم بسبب التعرض للبرد، تختفي وتزول عند إعادة التدفئة للأطراف، دون أن تصاب الأنسجة بأي تلف.

تورم الأصابع

التهاب الأنسجة في مناطق موضعية معينة، ويظهر بشكل محمر أو أروجواني ومنتفخ، تزداد وتتطور هذه الحالة بسبب التعرض المتكرر للأجواء الباردة الرطبة، ومن الممكن أن يكون تورم الأصابع مؤلمًا ويسبب الحكة.

قدم الخندق

تم وصف أول حالة إصابة بقدم الخندق في الحرب العالمية الأولى، نتيجة التعرض الطويل والمتكرر للرطوبة والبرودة، وتتفاقم الحالة بسبب الأحذية الضيقة، حيث تكون القدم المصابة متورمة ومؤلمة أو مخدرة وتميل للاحمرار، ويمكن أن تكون مغطاة ببثور نازفة.

هذه كانت جميع المعلومات المعروفة والشائعة عن الإسعافات الأولية والمراحل لقضمة الصقيع FrostBite، وأسباب عضة الصقيع وعلاجها، وكذلك حالات معتدلة للتثليج، أعراض الإصابة بها وتشخيصها، وأرجو أن أكون قد وفقت بطرح هذه الحالة، بطريقة تساهم بالتقليل من الإصابة بهذا المرض.