النظام الغذائي لمرض النقرس؛ مما لا شك فيه أن اتباع نظام غذائي لمرض النقرس مهم، لأنه يقلل من خطر تكرار النوبات ويبطئ تقدم التلف الذي يصيب المفاصل، ولكنه لا يغني المصاب عن استعمال الأدوية اللازمة لتخفيف الألم وتخفيض مستويات حمض اليوريك في الدم. تعرف معنا من خلال السطور التالية ما هو مرض النقرس، أبرز الأعراض التي تصيب المريض، العوامل المسببة لهذا المرض، النظام الغذائي الأفضل لمرضى النقرس، وطرق الوقاية والعلاج.
نبذة عن مرض النقرس
النقرس أو داء الملوك هو شكل من أشكال التهاب المفاصل الناتج عن ارتفاع نسبة يوريك أسيد (حمض البول) بشكل كبير، مما يؤدي إلى تشكل البلورات وتراكمها داخل المفصل وحوله. يسبب نوبات ألم مفاجئة مصحوبة بارتفاع درجة الحرارة والالتهاب والتورم والاحمرار في المنطقة المصابة، ويمكن أن تستقر هذه البلورات في الكلية مسببة حصى الكلى.
يوجد اليوريك أسيد في جسمك بصورة طبيعية عندما يقوم الجسم بتفكيك البيورينات، ويكون منحل في الدم ثم يمر عبر الكلى ليتخلص منه الجسم عن طريق البول، كما يوجد في بعض الأطعمة التي يتناولها الإنسان مثل المأكولات البحرية والحبوب واللحوم الحمراء وغيرها.
يمكن أن يكون هناك صلة بين ارتفاع حمض البول والإصابة بأمراض مثل: ارتفاع الضغط والتهاب الكبد والسكر من النوع الثاني.
أعراض مرض النقرس
كل مفصل من المفاصل في جسم الإنسان معرض للإصابة بالنقرس، لكنه غالباً ما يصيب مفاصل الأطراف كالقدم والأصابع والركب. أبرز أعراض مرض النقرس: ألم حاد في مفصل أو أكثر من مفاصل الجسم، تورم والتهاب حول المفصل المصاب وارتفاع درجة حرارته، ويكون الجلد أحمر لامع في مكان الإصابة. تزداد الأعراض شيئاً فشيئاً وبشكل متكرر ويمكن أن تستمر من (3-10) أيام.
لتشخيص مرض النقرس يتم تحليل عينة من الدم لتحديد نسبة حمض البول فيها، أما إذا كان الشخص يعاني من حصوة في الكلية فيتم تحليل الحصوة إذا تشكلت من حمض اليوريك أو من نوع آخر، وهو يختلف عن تشخيص المفصل النقرسي حيث يتم فحص السائل المأخوذ من مكان الورم أو الالتهاب، لمعرفة إذا كان يحوي بلورات اليوريك أسيد أو يتم تصوير المنطقة المصابة بالأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية.
من المهم التشخيص الصحيح للنقرس، لأن أعراضه قد تتشابه مع أعراض أمراض أخرى مثل: التهاب المفصل الذي يحتاج إلى تدخل طبي عاجل.
أسباب مرض النقرس وآلية علاجه
من أسباب مرض داء الملوك تراكم الحامض البولي إما لزيادة إنتاجه في الجسم أو بسبب ضعف عمل الكلية الترشيحي الضروري للتخلص منه، مما يؤدي إلى ترسب بلورات صغيرة في وحول المفصل مسببةً ألم شديد فيه. هناك حالات عديدة تزيد من فرصة إصابتك بالنقرس مثل العامل الوراثي ومشاكل الكلى.
يتم تخفيف نوبة الألم من خلال إعطاء الأدوية المسكنة والمضادة للالتهاب، بالإضافة إلى شرب كمية من السوائل (الماء أفضلها)، ووضع أكياس الثلج على المفصل المصاب. أما آلية العلاج فتكون من خلال اتباع النظام الغذائي لمرض النقرس، وتناول الأدوية التي تساعد على تخفيض البوليك، وإذابة البلورات الناتجة عنه سواء كانت متجمعة في وحول المفصل أو في الكلية، حيث يصف الطبيب أدوية ترخي عضلات الحالب لمساعدة الحصى الصغيرة على الانتقال إلى المثانة وطرحها خارج الجسم. أما إذا كانت الحصوات كبيرة فإنها تتطلب التدخل الجراحي.
إهمال العلاج قد يترتب عليه مشاكل أبرزها: حصى الكلى أو تلف في المفاصل ويمكن أن يستمر العلاج مدى الحياة.
حمية غذائية لمرض النقرس
أبرز ما عليك فعله عند الإصابة بمرض داء الملوك للسيطرة على آلامه وإيقافها أو الوقاية منها هو تقليص كمية البيورين الداخلة إلى جسمك، من خلال الالتزام بالنظام الغذائي لمرض النقرس ومراقبة ما تأكله وإنقاص وزنك إن استدعى الأمر، ولكن هذا لا يكفي ليكون علاجاً، فلا بد من أخذ الأدوية التي يصفها الطبيب المعالج لتذيب رواسب البلورات التي يشكلها البيوريك.
هناك مبادئ وتوصيات عامة يقوم عليها النظام الغذائي الصديق لمرض النقرس، وتشمل مبادئ أفضل حمية غذائية لمرض النقرس التالي:
تخفيف الوزن
اكتساب الوزن الزائد والسمنة يزيد من خطر إصابتك، لذا ينصح المصابين بفقدان الوزن من خلال نظام الغذائي خاص لتقليل نوبات النقرس، وتخفيف الضغط على الكلى.
شرب الماء
يعتبر تناول الماء بشكل دائم وبانتظام بكمية لا تقل عن لترين يومياً من أهم مبادئ النظام الغذائي لمرض النقرس لأنه يحافظ على ترطيب جسمك جيداً، ويقلل من النوبات.
الكربوهيدرات المركبة
يوفر لك تناول الفواكه والخضار والحبوب الكاملة المزيد من الكربوهيدرات المركبة، بالإضافة إلى تجنب تناول الكعك والحلوى والأطعمة التي يضاف لها شراب الذرة الغني بتركيزات عالية من الفركتوز، والابتعاد عن عصائر الفواكه الحلوة.
امنع الدهون
ابتعد عن اللحوم الحمراء والدواجن ومشتقات الحليب وجميع الأطعمة المشبعة بالدهون.
تناول البروتينات
يمكن إضافة البروتينات إلى نظامك الغذائي، من خلال تناول البروتينات الموجودة في العدس والدواجن القليلة الدهون ومشتقات الحليب الخالية أو القليلة الدسم.
الأطعمة الممنوعة والمسموحة لمرضى النقرس
النظام الغذائي لمرض النقرس يساعدك على التقيد بالوجبات التي تقلل إفراز حمض البول في الجسم، وتحاول إدارة الحالة وإبطاء تلف المفاصل. إليك أبرز 13 نصيحة صحية حول الأطعمةالممنوعة والمسموحة لمرضى النقرس:
- تجنب اللحوم العضوية والغدية الغنية بالبيورينات مثل: لحوم الكبد والكلى والبنكرياس.
- قلل حصتك من اللحم الضأن واللحم البقري.
- ابتعد عن بعض أنواع المأكولات البحرية مثل الأسماك القشرية والسردين والتونة.
- يسمح بتناول بعض أنواع الخضار الغنية بالبيورين مثل الهليون والسبانخ والفول والعدس.
- تجنب أو قلل الأطعمة والمشروبات المحلاة بالسكر.
- يلعب فيتامين C دوراً في تقليل مستويات اليوريك قم باستشارة طبيبك حول الحصة المسموحة لك.
- يسهم شرب القهوة العادية بتقليل اليوريك إذا كنت لا تعاني أي مرض آخر.
- تشير الدراسات إلى قدرة الكرز على تخفيض حمض اليوريك.
- تناول البقوليات باعتدال مثل: العدس والفاصوليا وفول الصويا الغنية بالبروتينات والألياف.
- النظام الغذائي لمرض النقرس يسمح لك بتناول حوالي ملعقتين من المكسرات والبذور يومياً.
- يمكنك استهلاك بعض أنواع الحبوب الكاملة من الشوفان والأرز البني والشعير بكميات معتدلة.
- يسمح بتناول بعض منتجات الحليب والألبان القليلة الدسم.
- يمكن إضافة بعض أنواع التوابل إلى النظام الغذائي لمرض النقرس مثل: الزنجبيل والقرفة والكركم.
نموذج لقائمة طعام في النظام الغذائي لمرض النقرس
إليك قائمة بما يمكنك تناوله أثناء اليوم في الحمية الغذائية للنقرس:
وجبة الإفطار
من الأطعمة المقترحة في النظام الغذائي لمرض النقرس كفطور صحي:
- كوب من الحبوب الكاملة أو حبوب الإفطار الغير محلاة مع حليب خالي أو قليل الدسم.
- كوب واحد من الفراولة الطازجة.
- فنجان من القهوة.
وجبة الغذاء
يمكنك تناول ما يلي من الأطعمة كوجبة غداء:
- شرائح من صدور الدجاج المشوية (2 أونصة) مع لفائف الحبوب الكاملة والخردل.
- سلطة خضار مع ملعقة من المكسرات يضاف لها تتبيله من زيت الزيتون وخل البلسمي (البلسميك).
- لبن منزوع أو قليل الدسم وماء.
وجبة العشاء
لعشاء شهي يمكنك تناول الخيارات التالية:
- سمك السلمون المشوي ( 2 أو 3 أونصة).
- صحن متوسط من الفاصوليا الخضراء المشوية أو المطهية على البخار.
- نصف كوب من المعكرونة المصنوعة من الحبوب الكاملة، تتبل بزيت الزيتون ورشة من الفلفل الأسود والليمون.
- كوب واحد من الشمام الطازج.
- كوب من الزبادي القليل أو المنزوع الدسم.
- مشروب الأعشاب أو أي مشروب خالٍ من الكافيين (Caffeine).
الأسئلة الشائعة حول النظام الغذائي لمرض النقرس
يسعى الناس لاتباع النظام الغذائي لمرض النقرس كخطة تغذية تخفض مستوى حمض البول في الجسم وتساعد في السيطرة عليه، وتتوارد إلى أذهان الناس العديد من التساؤلات حول ماهية النقرس ونوعية الأطعمة المسموحة أو الممنوعة، ومن أبرز هذه الأسئلة:
كيف أعرف إذا كنت مصاب بالنقرس؟
الشعور بألم شديد في أي مفصل من مفاصل الجسم وخاصة إصبع القدم الكبير، واستمرار الألم لفترة طويلة من 4 إلى 12 ساعة، ويمكن أن يستمر لأيام والتهاب واحمرار المنطقة المصابة.
ما هو سبب مرض النقرس؟
يحدث النقرس بسبب تراكم بلورات البيورات في المفاصل عند ارتفاع نسبة حمض البول (اليوريك) في الجسم.
هل يمكن الشفاء من النقرس؟
لا يوجد علاج نهائي لمرض النقرس، ولكن الأدوية المضادة للالتهاب والحميات الغذائية الخاصة التي تخفض نسبة البيورين يمكن أن تمنع تطور المرض.
كيف يتم علاج النقرس؟
من خلال استخدام الأدوية المضادة للالتهاب واتباع حمية لتخفيض حمض اليوريك وتناول الكولشيسين أو الكورتيكوستيرويدات لعلاج النوبات الشديدة ومنع حدوث الهجمات في المستقبل.
هل تناول البيض مسموح لمرضى النقرس؟
لايضر البيض بمريض النقرس عادةً، يمكنك تناوله باعتدال لأن من أبرز النصائح لمريض النقرس تجنب تناول الأطعمة الغنية بالبيورينات.
ختاماً إن اتباع النظام الغذائي لمرض النقرس بالإضافة لتقليل السعرات الحرارية وممارسة الرياضة بشكل منتظم، يساعدك على تحسين صحة جسمك وتعزيز نمط حياة صحي يخفف من حدة الألم ويبطئ من تلف الأنسجة والخلايا الذي قد يسببه المرض.
عذراً التعليقات مغلقة