التعامل مع مريض الدرن؛ وأهم النصائح الواجب اتباعها في رحلة العلاج

اروى معلا
نشرت منذ 4 أسابيع يوم 11 أبريل, 2024
بواسطة اروى معلا
التعامل مع مريض الدرن؛ وأهم النصائح الواجب اتباعها في رحلة العلاج

التعامل مع مريض الدرن (Dealing with tuberculosis patient)؛ تشكل رعاية المريض مسؤولية كبيرة تقع على عاتق مقدم الرعاية، ولا سيما إذا كان المريض مصاباً بإحدى الأمراض الخطيرة والمعدية مثل مرض الدرن، مما يجعل المهمة أصعب لأنها تحتاج إلى الوعي الكافي واللازم لإدارة المرض والتغلب عليه، في هذا المقال سنتعرف على كيفية التعامل مع مريض الدرن، الغذاء المناسب لمريض الدرن، وأهم النصائح الواجب اتباعها في رحلة العلاج.

حول مرض الدرن (السل)

مرض الدرن أو المعروف أيضاً بمرض السّل هو عدوى بكتيرية تؤثر بشكل رئيسي على الرئتين، ولكنه أحياناً يمكن أن يؤثر على أي جزء من أجزاء الجسم بما في ذلك الغدد والجهاز العصبي والعظام، تسببها نوع من البكتيريا اسمها “المتفطرة السلية” وتنتشر عن طريق الهواء من خلال استنشاق قطرات من سعال أو عطاس شخص مصاب، ويعتبر السل حالة خطيرة تتطلب التشخيص المبكر والعلاج بالأدوية المناسبة.

تشمل الأعراض الأساسية لمرض السل السعال المستمر لأكثر من ثلاثة أسابيع وقد يكون مصحوباً بالبلغم والدم، فقدان الوزن، تعرق ليلي، ارتفاع في درجة الحرارة، التعب والإرهاق، فقدان الشهية، بالإضافة إلى تورم الرقبة. أما العلاج فيكون من خلال تناول أنواع مختلفة من المضادات الحيوية لمدة معينة يحددها الطبيب المختص.

كيفية التعامل مع مريض الدرن

يحتاج مريض الدرن إلى العناية الزائدة والاهتمام بالعلاج ونمط الحياة الصحي، لأن الشفاء من هذا المرض يعتمد بشكل كبير على الالتزام بخطة العلاج الموضوعة من قبل الطبيب المشرف على الحالة، ومن أهم طرق التعامل مع مريض الدرن نذكر ما يلي:

  • التثقيف الذاتي حول مرض الدرن:
    يتطلب التعامل مع مريض الدرن أن يكون مقدم الرعاية شخص مطلع وملم بأهم المعلومات حول طبيعة مرض السل وأساليب العلاج لمعرفة الطريقة الأمثل للتعامل مع المريض وتقديم الرعاية والدعم المناسب له.
  • تذكير المريض بتناول الأدوية في أوقاتها المناسبة:
    لأن الدواء هو العامل الأساسي الذي يُعتمد عليه في رحلة العلاج والشفاء من مرض السل، يجب على مقدم الرعاية وضع جدول لمواعيد الأدوية وأوقاتها المناسبة وتشجيع المريض على تناولها لما لها دور كبير في الشفاء.
  • تشجيع مريض الدرن على اتباع أسلوب حياة صحي:
    يعتبر أسلوب الحياة الصحي جزءاً مهماً من خطة علاج مرض السل لذلك من أساليب التعامل مع مريض الدرن مساعدته على الالتزام بتناول الطعام الصحي والمتوازن بالإضافة إلى ممارسة بعض التمارين غير المجهدة، والابتعاد عن مصادر الإجهاد والتوتر والحفاظ على الهدوء النفسي.

الغذاء المناسب لمريض الدرن ضمن (Dealing with tuberculosis patient)

من الممكن أن يؤدي سوء التغذية أو عدم تناول الطعام الصحي إلى تفاقم حالة المريض المصاب بالسل وتدهور صحته الجسدية، وبالتالي يجب تزويد الجسم بالفيتامينات والعناصر الغذائية اللازمة لاستعادة القوة على التحمل والتغلب على مرض السل، إليك أهم القواعد الغذائية في التعامل مع مريض الدرن:

  • إضافة البروتين إلى الغذاء:
    تساعد إضافة البروتين في خطة الوجبات على بناء نظام مناعة قوي، فهو خط الدفاع الأول في الجسم ويمكن أن يؤثر نقص البروتين بشكل ضار على مكافحة الجسم لمرض السل، ومن أمثلة الوجبات التي تحتوي على البروتين منتجات الألبان واللحوم والبقوليات.
  • تناول الأطعمة الغنية بالطاقة:
    يمكن إضافة الأطعمة الغنية بالطاقة مثل الموز والفول السوداني وعصيدة الحبوب، فهي تساعد على تلبية احتياجات السعرات الحرارية اللازمة للشفاء والتعافي.
  • إدخال الفواكه والخضروات في النظام الغذائي:
    خاصة تلك التي تحتوي على الفيتامينات المسؤولة عن تكوين نظام مناعة صحي وهي فيتامين A ،E ،C، والزنك والحديد، ومن أمثلة الأطعمة التي تحتوي على هذه الفيتامينات (البرتقال، المانجو، اليقطين، والجزر، الفليفلة، الطماطم، والمكسرات).
  • احتواء الغذاء على مصادر للدهون غير المشبعة:
    يفضل إضافة الدهون غير المشبعة للنظام الغذائي لمريض السل والتي توجد في الأطعمة مثل المكسرات والبذور والزيوت وأهمها زيت الزيتون، زيت جوز الهند، زيت الفول السوداني، زيت عباد الشمس وذلك بدلاً من الزبدة أو السمن النباتي.
  • التقليل من الكربوهيدرات المكررة والأطعمة الجاهزة:
    يجب التقليل من الأطعمة التي تحتوي على كربوهيدرات مكررة مثل الأطعمة الغنية بالسكر والحليب الأبيض، لأنها تقدم سعرات حرارية عالية بدون عناصر غذائية قيمة، وكذلك الأمر بالنسبة للأطعمة السريعة أو الجاهزة التي يمكن أن تضعف المناعة وتفاقم حالة المرض.
  • الابتعاد عن تناول الكحول:
    يجب على المريض الامتناع عن تناول الكحول نهائياً خلال فترة العلاج بأكملها، حيث يمكن أن يتداخل الكحول مع بعض الأدوية ويؤدي إلى آثار جانبية، بالإضافة إلى دوره في إضعاف مناعة الجسم ومقاومته، كما يجب تجنب الإفراط في تناول الكافيين (Caffeine) والمشروبات الغازية.

تمارين رياضية مفيدة لمريض الدرن

إذا كان الشخص المصاب بمرض الدرن قادراً على القيام بأي نشاط بدني فقد يكون ذلك مفيداً، لأن النشاط البدني يساعد على تحويل الطعام إلى كتلة عضلية كما يقوي المناعة ويحسن الشهية، كما أن التمارين الرياضية تعد جزءاً لا يتجزأ من عملية إعادة التأهيل الرئوي لمرضى السل.

فالتمارين الخفيفة تعتبر آمنة خلال مرحلة العلاج الأولى ولا يوصى بالراحة المطولة في الفراش. ففي البداية يمكن القيام بأنشطة التحمل وتمارين القوة لعضلات الأطراف العلوية والسفلية مثل المشي على جهاز المشي وركوب الدراجات الهوائية، بالإضافة إلى تمارين التنفس الحجابي التي يمكن القيام بها في وضعية الجلوس أو الاستلقاء، كما يمكن الاستعانة بمعالج فيزيائي أو مدرب رياضي للإشراف على الحالة أكثر.

اليوم العالمي لمرض الدرن

يصادف اليوم العالمي لمرض السل أو الدرن في 24 آذار مارس من كل عام، حيث يتم الاحتفال به سنوياً من أجل توعية المجتمع بالعواقب الصحية والاقتصادية والاجتماعية المدمرة لمرض الدرن، وتكثيف الجهود الرامية إلى إنهاء هذا الوباء في العالم. تم اختيار يوم 24 آذار لتخليد ذكرى إعلان الدكتور “روبرت كوخ” في نفس اليوم من عام 1882 عن اكتشافه للجرثوم الذي يسبب مرض السل، مما ساعد على تمهيد الطريق لتشخيص المرض وعلاج المصابين به.

أهم النصائح لمريض الدرن

هناك بعض النصائح المفيدة التي يجب على مريض السل اتباعها، من أجل الحفاظ على سلامته وسلامة الآخرين ومنع انتشار العدوى في محيطه، إليك أهم 7 نصائح:

  • القيام بتغطية الأنف والفم أثناء العطاس أو السعال ويمكن تناول المشروبات الدافئة لتخفيف السعال.
  • استخدام المروحة وفتح النوافذ للتهوية بشكل مستمر مما يساعد على تجديد الهواء.
  • البقاء وقت أقصر في الغرف المشتركة التي يستخدمها الآخرون من أفراد الأسرة مثل الحمام والمطبخ.
  • تجنب استخدام وسائل النقل العام بما في ذلك الحافلات والقطار والطائرة.
  • الامتناع عن الذهاب إلى العمل أو أماكن العبادة والأماكن العامة مثل البقالة أو المكتبة.
  • الالتزام بحضور المواعيد الطبية المحددة من قبل الطبيب وإجراء الفحوصات اللازمة ومتابعة العلاج.
  • تجنب استخدام الأغراض المشتركة مع أفراد أسرتك وكذلك النوم النوم في نفس الغرفة معهم.

هل يمكن الشفاء نهائياً من مرض الدرن؟

السل مرض يُمكن علاجه والشفاء منه. ويعالج السل الفاعل الحساس للأدوية بدورة علاج موحدة تمتد لستة أشهر، باستخدام 4 أدوية مضادة للميكروبات تُقدم إلى المريض إلى جانب المعلومات والدعم بمعرفة أحد العاملين الصحيين أو المتطوعين المدربين، وفي غياب هذا الدعم سيكون الالتزام بالعلاج أصعب.

كيف تعرف أنك تعافيت من السل؟

لا يمكن تحديد الشفاء التام بعد الانتهاء من مدة العلاج المقررة إلا بعد إعادة التحاليل والفحوصات والصور والتأكد من سلامتها.

ما طرق الوقاية من مرض الدرن؟

يمكن الوقاية من مرض الدرن بعدة طرق أهمها استخدام لقاح عصيات السل «BCG» وإتباع نظام غذائي صحي متوازن، الابتعاد عن المناطق المصابة أو الأشخاص المصابين،
ارتداء كمامات الأنف والفم في الأماكن المزدحمة، تهوية المنزل وخاصة غرف النوم والحرص على دخول أشعة الشمس لها.
ممارسة الأنشطة الرياضية، الإقلاع عن التدخين، تجنب شرب الكحوليات.

ختاماً، تعرفنا في مقالنا هذا على كيفية التعامل مع مريض الدرن (Dealing with tuberculosis patient)، الغذاء المناسب لمريض الدرن، أهم النصائح لمريض الدرن، هذا المرض الذي لا يزال يعتبر واحداً من أكثر الأمراض المعدية فتكاً في العالم، فهو بحاجة إلى التزام كامل بخطة العلاج المحددة بالإضافة إلى اتباع نظام غذائي مناسب للمساعدة في تقوية المناعة ومحاربة المرض.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة