التعامل مع مريض الرهاب الاجتماعي؛ وأفضل الطرق لتقديم الدعم له

اروى معلا
نشرت منذ 4 أسابيع يوم 11 أبريل, 2024
بواسطة اروى معلا
التعامل مع مريض الرهاب الاجتماعي؛ وأفضل الطرق لتقديم الدعم له

التعامل مع مريض الرهاب الاجتماعي dealing with social phobia patient؛ إذا تم تشخيص صديق مقرب لك أو أحد أفراد أسرتك باضطراب الرهاب الاجتماعي فهناك العديد من التحديات والصعوبات التي سيواجهونها في حياتهم، ولكن وجود العائلة وشبكة من الأصدقاء الداعمين  يمكن أن يجعل العلاج والشفاء أمراً سهلاً، في هذا المقال سنتعرف على كيفية التعامل مع مريض الرهاب الاجتماعي وأفضل الطرق لتقديم الدعم له، بالإضافة إلى أهم النصائح لمريض الرهاب الاجتماعي، دعم الأصدقاء والعائلة لمريض الرهاب الاجتماعي.

نبذة عن الرهاب الاجتماعي

الرهاب الاجتماعي أو اضطراب القلق الاجتماعي هو خوف طويل الأمد من المواقف الاجتماعية، يؤثر على الثقة بالنفس والأنشطة اليومية والعلاقات والعمل والحياة المدرسية، وهي مشكلة شائعة وغالباً ما تبدأ خلال فترة المراهقة وفي بعض الحالات تتحسن الحالة مع التقدم بالعمر لكن بالنسبة لباقي الحالات فهي تحتاج للعلاج ولاتزول من تلقاء نفسها.

تشمل أعراض الرهاب الاجتماعي القلق والتوتر الشديد لدرجة الغثيان، بالإضافة لاحمرار الوجه والتعرق وعدم القدرة على التواصل البصري مع الآخرين وتيبس وضعية الجسم، وبالنسبة للعلاج فيكون إما عن طريق الأدوية أو بواسطة العلاج السلوكي المعرفي ودعم الأسرة والأصدقاء المقربين.

كيفية التعامل مع مريض الرهاب الاجتماعي

عندما يكون لديك صديق أو قريب يعاني الرهاب الاجتماعي فقد يكون من الصعب قليلاً التمتع بحياة اجتماعية طبيعية، بسبب تردد هذا الشخص في التواجد في الأماكن العامة والمناسبات الاجتماعية، لأن اضطراب القلق الاجتماعي يعتبر حالة حقيقية ومعيقة. ولكن بالقليل من الإخلاص والدعم يمكنك مساعدة من تحب للحصول على حياة أكثر سعادة ورضا، سنتعرف إلى كيفية التعامل مع مريض الرهاب الاجتماعي وتقديم الدعم له:

  • التحلي بالصبر وعدم اليأس:

يمكن أن تستغرق عملية علاج الرهاب الاجتماعي والتعافي مدة طويلة، وربما يحتاج المريض عدة شهور لتغيير أنماط السلوك التي اعتاد عليها في حياته السابقة، لذلك من أساليب التعامل مع مريض الرهاب الاجتماعي أن يتحلى مقدم الرعاية بالصبر وتجنب اليأس لأن ذلك يمكن أن يجعلهم يشعرون بالإحباط وبالتالي عدم الاستجابة للعلاج.

  • تجنب انتقاد المريض:

ينتقد الأشخاص الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي أنفسهم بشكل مفرط وهم يفترضون أيضا أن الآخرين يحكمون عليهم، لذلك يجب عدم توجيه الانتقادات لمريض الرهاب الاجتماعي لأن ذلك يفاقم المشكلة ويسبب له الإحراج والتراجع عن القيام بأي سلوك أمام الآخرين والشعور بعدم الكفاءة الاجتماعية.

  • التثقيف النفسي حول الرهاب الاجتماعي:

يجب على مقدم الرعاية التعرف على اضطراب الرهاب الاجتماعي أكثر مما يساعد على فهم حالة المريض أكثر والشعور بما يمر به وبالتالي القدرة على تقديم الدعم والمساعدة اللازمة على أكمل وجه، وهذا يعتبر من أهم أساليب التعامل مع مريض الرهاب الاجتماعي.

  • تشجيع المريض على طلب المساعدة أو العلاج:

يعتبر الرهاب الاجتماعي حالة صحية وتتطلب العلاج، لذلك من الضروري تشجيع المريض على التحدث مع الطبيب المختص وطلب المساعدة في حال ظهور علامات أو أعراص القلق الاجتماعي، لتحديد نوع العلاج المناسب سواء كان دوائي أو غير ذلك.

  • مدح الإنجازات الصغيرة:

من المهم جداً ملاحظة التقدم البسيط الذي يقوم به المريض والثناء عليه والتعامل معه بطريقة إيجابية، لأن مرحلة التعافي والعلاج هي عملية تدريجية وتبدأ بالخطوات البسيطة لذلك عبّر عن فرحك وفخرك بإنجازاتهم حتى يصلوا إلى الهدف.

التعامل مع آثار الرهاب الاجتماعي على حياة المريض

يبالغ مريض الرهاب الاجتماعي في الأفكار أو المخاوف بشأن ما يعتقده الآخرون عنه، ويبدأ بالتركيز على الأمور السلبية والأشياء المحرجة التي يمكن أن تحدث بدلا من الأمور الإيجابية والجيدة، مما يجعل الموقف أسوأ ويؤثر سلباً على حياة المريض. فيما يلي سنتعرف على كيفية التعامل مع مريض الرهاب الاجتماعي وتخفيف تأثير المرض على حياته:

  • الشعور بالوحدة والإحباط:

غالباً ما يشعر مريض الرهاب الاجتماعي بالوحدة والعزلة بسبب تضييعه لفرص الصداقة وقضاء الأوقات مع الأصدقاء، فقد يمنع هذا الاضطراب الشخص من الدردشة مع أصدقائه أو الانضمام إلى نادي أو حفلة موسيقية معينة بسبب الخوف من الإحراج، لذلك يجب تشجيع المريض على الانخراط أكثر في المجتمع والاشتراك في بعض الأنشطة الاجتماعية مما يساعد مع الوقت على التغلب على حالة القلق والخوف.

  • عدم الحصول على ما يكفي من الاستفادة في المدرسة:

إذا كان مريض الرهاب الاجتماعي طالباً في المدرسة ربما يمنعه هذا الاضطراب من التطوع للحصول على إجابة أو حتى السؤال والاستفسار عن معلومة معينة أو القراءة بصوت عالٍ، بسبب التوتر الشديد الذي يرافقه في هذه الحالات وهنا يأتي دور المعلم في تشجيع الطالب على المشاركة والسؤال أمام أصدقائه والتلفظ بعبارات تشجيعية لتحفيزه على المشاركة باستمرار.

  • إضاعة فرصة مشاركة المواهب وتعلم المهارات الجديدة:

يمنع الرهاب الاجتماعي أي فرد من مشاركة موهبته أمام الآخرين او التواجد في عرض للمواهب، فهذا الاضطراب لا يمنع الشخص من تجربة ما هو جديد فقط وإنما يمنعه من ارتكاب الأخطاء اليومية البسيطة التي تساعده على تعلم وتطوير المهارات الحياتية بشكل أكبر، لذلك يجب التركيز على التشجيع وتعزيز ثقة المريض بنفسه وعدم التركيز على الأخطاء التي يقوم بها.

دعم الأصدقاء والعائلة لمريض الرهاب الاجتماعي

العائلة والأصدقاء هم عامل مهم جدا في حياة الأشخاص الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي، فالدعم الذي يحصل عليه المريض من قبل بعض الأشخاص المقربين له يساعده على استجماع شجاعته والخروج من منطقة الراحة الخاصة به وتجربة أشياء جديدة. لذلك إعطاء المحاضرات والانتقادات المتكررة والمطالبة بالتغيير لا تساعد المريض أبداً بل تجعله يشعر بالسوء والإحباط بدلا من ذلك.

فمن المهم تعلم كيفية التعامل مع مريض الرهاب الاجتماعي وتشجيع الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب على اختيار هدف صغير وتذكيرهم بالسعي إلى تحقيقه، وأيضاً لا بد من التواجد بقربهم عندما يشعرون بالإحباط والاحتفال بكل نجاح مهما كان صغيراً، لأن الرهاب الاجتماعي حالة طبيعة تحتاج للعلاج والدعم وليست أمراً يختاره الشخص.

مساعدة مريض الرهاب الاجتماعي لاتباع نمط حياة صحي

قد يكون لتغيير نمط حياة المريض تأثير على أعراض الرهاب الاجتماعي، فإذا كان المريض قادراً على تقليل مستوى القلق لديه ربما يكون من السهل التعامل مع المواقف الاجتماعية المختلفة، ومن أساليب التعامل مع مريض الرهاب الاجتماعي مساعدته على تنظيم أسلوب حياته واتباع نمط صحي مناسب له يتضمن ما يلي:

  • الحصول على نشاط بدني بشكل منتظم:

يجب تشجيع المريض على ممارسة التمارين الرياضية لمدة لا تقل عن 30 دقيقة على الأقل في معظم أيام الأسبوع لأن الرياضة تساعد على زيادة إنتاج الدماغ للإندروفين (endorphins) وهو هرمون يعمل على تنظيم الحالة المزاجية للمريض ويساعد على الشعور بالسعادة وبالتالي تخفيف القلق.

  • التقليل من الكافيين أو تجنبه:

لأن المشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين مثل الشاي والقهوة تؤدي إلى زيادة مستوى القلق والتوتر عند الأشخاص الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي، لذلك يجب مساعدة المريض على الإقلاع عن تناول هذه المشروبات أو التقليل منها إلى الحد الأدنى.

  • إضافة أحماض الأوميغا 3 إلى غذاء المريض:

تدعم أحماض الأوميغا 3 صحة الدماغ وتحسن من الحالة المزاجية للشخص والقدرة على إدارة المواقف والتعامل مع القلق، فيجب مساعدة مريض الرهاب الاجتماعي على تحضير وجبات غنية بالأوميغا 3 وأفضل المصادر التي تحتوي على هذا العنصر هي الأسماك والأعشاب البحرية وبذور الكتان والجوز.

أهم النصائح لمريض الرهاب الاجتماعي ضمن Dealing with social phobia patient

يتطلب التعامل مع اضطراب القلق الاجتماعي الشجاعة والصبر لمواجهة المخاوف والمضي قدماً عند الشعور بالخجل بدلاً من التراجع، هذه أهم 5 نصائح مفيدة لمريض الرهاب الاجتماعي:

  • التحضير المسبق والتخطيط للمواقف الاجتماعية التي تجعلك متوتراً لأنه يساعد على الشعور بالثقة.
  • مواجهة المخاوف عن طريق التعرض للمواقف الاجتماعية التي تخاف منها بدلا من تجنبها.
  • ابذل جهداً لتكون اجتماعياً من خلال حضور المناسبات والاحتفالات والتطوع بعمل تستمتع به.
  • الانضمام إلى مجموعات الدعم للاستفادة من تجارب أشخاص آخرين مروا بنفس المشكلة.
  • الالتزام بالعلاج الدوائي إذا تم وصفه من قبل الطبيب المختص.

كيف يفكر مريض الرهاب الاجتماعي؟

يشعر مريض الرهاب الاجتماعي دائماً بالقلق حول قول أو فعل شيء خاطئ، ويتخيلون أن أفعالهم تسبب الذعر للآخرين. فيتسبب الرهاب الاجتماعي في التفكير بأشياء مثل “سيفكر الآخرون أنني أحمق” أو “سأفشل وسيعتقد الجميع أنني فاشل”، فالخوف الشديد من الرفض يتسبب في ابتعادهم عن المواقف الاجتماعية غير مؤكدة المصير قدر الإمكان.

متى يظهر الرهاب الاجتماعي؟

عادةً يبدأ اضطراب القلق الاجتماعي في بداية مرحلة المراهقة أو منتصفها، إلا أنه قد يبدأ أحيانًا لدى الأطفال الأصغر سنا أو البالغين.

هل الرهاب الاجتماعي مرض نفسي أم عقلي؟

يعتبر الرهاب الاجتماعي واحداً من الأمراض النفسية الأكثر شيوعا، حيث يُصاب ما بين 7 و12 شخصاً من كل 100 شخص بالرهاب الاجتماعي مرة واحدة على الأقل في حياتهم، وتعادل نسبة إصابة النساء بذلك مرةً ونصف أكثر من نسبة إصابة الرجال.

في الختام، تعرفنا في مقالنا على كيفية التعامل مع مريض الرهاب الاجتماعي dealing with social phobia patient، كما سلطنا الضوء على أهم النصائح لمريض الرهاب الاجتماعي، دعم الأصدقاء والعائلة لمريض الرهاب الاجتماعي، حيث يعتبر هذا الاضطراب حالة صحية قابلة للعلاج ويحتاج المريض للدعم اللازم من قبل العائلة والأصدقاء مما يساعد على بناء الثقة وتلاشي شعور الخجل والإحراج من المجتمع.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة