الإسعافات الأولية للترجيع عند الأطفال تعد من الأمور الهامة الواجب على الآباء الإلمام بها للتعامل مع أطفالهم بشكل صحيح عند تعرضهم إلى التقيؤ، حيث أنه من أكثر الأمور المزعجة للطفل والأهل، فما سبب استفراغ الطفل فجأة؟ وما أشهر الأعراض المصاحبة للاستفراغ؟ وكيفية علاج حالات القيء في المنزل، ومتى يحتاج الطفل الذهاب إلى الطبيب؟ هذا ما سنوضحه في السطور التالية.
ما المقصود بالترجيع عند الأطفال؟
الترجيع عند الأطفال يقصد به التقيؤ أو الاستفراغ، أي خروج محتويات المعدة عن طريق الفم نتيجة حدوث انقباضات مفاجئة في عضلات المعدة، وقد يصاحبه بعض الأعراض الأخرى مثل ارتفاع درجة حرارة الجسم أو إسهال أو مغص وتقلصات، وفي الحالات الحادة يمكن أن يصاب الطفل بالجفاف أو التشنجات، والترجيع وحده لا يعد حالة مرضية ولكنه عرض قد يشير إلى الإصابة بأحد الأمراض.
“قد يهمك: الإسعافات الأولية للتسمم بالغاز المميت أول أكسيد الكربون“
خطوات الإسعافات الأولية للترجيع عند الأطفال
يجب اتباع خطوات الإسعافات الأولية للترجيع عند الأطفال بدقة، وذلك عند تعرض الطفل إلى القيء المفاجئ، وهي كالتالي:
- مراقبة العلامات الحيوية للطفل مثل قياس درجة الحرارة وضغط الدم، عدد مرات التقيؤ ولون القيء، وكذلك عدد مرات التبول وكمية البول.
- إذا كان الطفل نائمًا، فيجب وضعه على جانبه حتى يخرج القيء من الفم، وتجنب دخوله في مجرى التنفس.
- محاولة إعطاء الطفل القليل من الماء، وذلك لتعويض كمية السوائل المفقودة من الجسم، وينصح بغلي الماء ثم تركه حتى يبرد.
- يجب عدم إطعام الطفل بعد الاستفراغ مباشرة، ووبشكل خاص الحليب ومنتجاته.
- اللجوء إلى النوم، وذلك لمساعدة الجسم على الراحة والاسترخاء.
- التوقف عن إعطاء الطفل أي من المواد الغذائية الصلبة أو الدسمة لمدة لا تقل عن 24 ساعة.
- تقديم السوائل والأطعمة سهلة الهضم للطفل بعد توقف القيء بساعتين على الأقل، مثل شوربة الدجاج، أو الأرز، أو الموز، أو التفاح، ولكن بكميات قليلة على مدار اليوم.
- تناول الأدوية المضادة للتقيؤ، أو المطهرات المعوية، ولكن بعد استشارة الطبيب المختص.
- يجب إعطاء محلول الجفاف في حالة التقيؤ المستمر مع عدم القدرة على شرب السوائل، وذلك لتجنب التعرض إلى الجفاف.
- إذا استمر القيء بعد اتباع الإسعافات الأولية للترجيع عند الأطفال ينصح بالذهاب إلى المستشفى لطلب المساعدة الطبية.
“قد يهمك: الإسعافات الأولية لألم البطن“
الإسعافات الأولية للترجيع عند الرضع
يعاني الرضع من التسريب بعد الرضعات بشكل طبيعي بسبب امتلاء المعدة، ولكن في حالات التقيؤ الحادة ينصح باتباع الإسعافات الأولية للترجيع عند الأطفال الرضع كالتالي:
- الحرص على وضع الرضيع على جانبه، أو في وضعية الجلوس مع انحناءه قليلًا، وذلك لسهولة خروج القيء من الفم.
- زيادة عدد مرات الرضاعة الطبيعية، مع الحرص على تناوله كميات قليلة من اللبن.
- الحفاظ على مواعيد الرضعات في حالة الرضاعة الصناعية، ولكن ينصح بإعطائه الحليب بشكل تدريجي.
- إعطاء الرضيع محلول الجفاف في حالة زيادة عدد مرات التقيؤ لتجنب إصابته بالجفاف.
- تقديم الأطعمة بالقوام المناسب لعمر الرضيع، مثل البطاطس المهروسة، أو الموز المهروس.
- يتم إدخال كمية قليلة من الماء السابق غليانه للرضيع ثم تزداد تدريجيًا، وذلك لكي لا يصاب الطفل بالجفاف.
- إذا استمر الرضيع في الترجيع مع تغير لون أو قوام البراز، فيجب التوجه إلى طبيب الأطفال على الفور.
“اطلع على: الإسعافات الأولية لشرب الصابون“
أسباب الترجيع عند الأطفال
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى التقيؤ والترجيع عند الأطفال، وأبرزها ما يلي:
- حساسية الغذاء تعد سبب استفراغ الطفل فجأة؛ وتحدث غالبًا إذا كان الطفل لديه حساسية تجاه نوع معين من الأكل.
- العدوى الفيروسية أو إنفلونزا المعدة والتي تعد واحدة من أسباب الاستفراغ عند الأطفال في الليل.
- حرقة المعدة الناتجة عن ارتجاع الحمض المعوي إلى المريء، وبالتالي يزيد من احتمالية الاستفراغ.
- السعال الحاد يحث الطفل على الترجيع، وخصوصًا في الليل.
- التهاب الزائدة الدودية أحد أسباب الاستفراغ عند الأطفال في الليل، ويصاحبها آلام حادة في البطن، ويجب التوجه إلى الطوارئ على الفور.
- التسمم الغذائي يعتبر سبب استفراغ الطفل فجأة ويصاحبه إسهال وارتفاع حرارة الجسم؛ ويحدث بسبب تناول أطعمة فاسدة أو طعام يحتوي على مواد سامة.
- التهابات الأمعاء والمعدة، والذي ينتج عن العدوى البكتيرية أو الفيروسية أو الإصابة بالطفيليات.
- تناول كميات كبيرة من الطعام مباشرة قبل النوم، وذلك يعد أحد أسباب الاستفراغ عند الأطفال في الليل.
“اطلع على: الإسعافات الأولية لآلام الظهر“
علاج الاستفراغ عند الأطفال بالأعشاب
يعد علاج الاستفراغ عند الأطفال بالأعشاب أحد طرق الإسعافات الأولية للترجيع عند الأطفال في البيت، والتي تستخدم على نطاق واسع في تهدئة المعدة وعلاج الكثير من مشاكل الجهاز الهضمي، وفيما يلي أشهر طرق العلاج في المنزل:
مشروب البابونج الساخن
يساهم البابونج في تقليل التقلصات والمغص عند الأطفال، وكذلك يهدئ الجهاز الهضمي ويعمل على استرخاء عضلات المعدة، وبالتالي يقلل من الغثيان والرغبة في التقيؤ.
الينسون
يعد الينسون من الأعشاب الطبية التي تعمل على راحة المعدة والأمعاء، ومن ثم يقلل من رغبة الطفل في الترجيع، كما أنه يساعد على الاسترخاء والنوم الهادئ.
مغلي الكمون
الكمون يعمل على تهدئة الجهاز الهضمي وطرد الغازات، مما يساعد على استرخاء عضلات المعدة، وبالتالي يقلل من الشعور بالغثيان والتقيؤ.
مشروب الزنجبيل الدافئ
يعد الزنجبيل واحدًا من المواد المضادة للأكسدة، والذي يساعد في مهاجمة الشوارد الحرة التي تحث على الترجيع، وبالتالي يؤدي إلى تقليل الشعور بالتقيؤ عند الأطفال.
مغلي الشمر
يساعد الشمر على وقف الترجيع عند الأطفال، وذلك بسبب خصائصه المضادة للميكروبات، مما يعمل على تطهير المعدة والأمعاء.
“تعرف على: الإسعافات الأولية للدغات العناكب“
مضاعفات التقيؤ عند الأطفال
قد يتسبب الاستفراغ المستمر في الإصابة بالعديد من المضاعفات، لذا فمن الضروري اتباع الإسعافات الأولية للترجيع عند الأطفال لتقليل تعرض الطفل للمضاعفات، وأشهرها ما يلي:
- الجفاف الناتج عن نقص الأملاح المعدنية والسوائل من الجسم، وقد يتسبب في الإصابة بالتشنجات العضلية في الحالات الحادة.
- تنميل الأطراف، وتيبس العضلات، وقد يؤدي إلى صعوبة ثني الأصابع.
- تلف اللثة وتسوس الأسنان، وذلك بسبب الحمض المعوي الذي يخرج مع القيء يعمل على تآكل اللثة والأسنان.
- تهيج المريء بسبب المحتوى الحمضي لمكونات القيء، وبالتالي تؤدي إلى التهابه والشعور بالحرقة.
- دخول بعض مكونات القيء في مجرى التنفس، لذا يجب اتباع خطوات الإسعافات الأولية للترجيع عند الأطفال كما سبق ذكرها.
“قد يهمك: الإسعافات الأولية للخلع الكتفي“
أعراض تستدعي الطبيب عند الترجيع
الترجيع عند الأطفال قد يرافقه عدة أعراض، ولكن هناك بعض الأعراض عند ظهورها على الطفل يجب مراجعة الطبيب على الفور، وإليكم أهم 10 حالات طارئة:
- ظهور علامات الجفاف (Dehydration) على الطفل، مثل جفاف الشفاة والأغشية المخاطية.
- الشعور بآلام حادة في البطن.
- الاستفراغ بعد سقوط الطفل على رأسه.
- الاحتباس البولي، أو نقص كمية البول على مدار اليوم.
- تغير لون القيء إلى اللون الأخضر، أو في حالة احتوائه على قطرات من الدم.
- الارتفاع الحاد في درجة حرارة الجسم، والتي تزداد عن 39 درجة مئوية.
- الإرهاق وعدم قدرة الطفل على القيام بالأنشطة اليومية العادية أو اللعب.
- عدم قدرة الطفل على الحركة، والشعور بآلام شديدة عند المشي.
- نزول عدة قطرات من الدم وذلك أثناء عملية التبرز.
- الإصابة بالإسهال الحاد والذي يستمر أكثر من ثلاثة أيام متواصلة.
من الجدير بالذكر أن معظم حالات التقيؤ لدى الأطفال غير خطيرة ولا تحتاج إلى الذهاب للمستشفى، ويمكن التغلب عليها عن طريق اتباع خطوات الإسعافات الأولية للترجيع عند الأطفال في المنزل.
عذراً التعليقات مغلقة