الرعاية النفسية للطفل؛ أبرز 16 طريقة للاهتمام بها لأهميتها في تكوينه وبناء شخصيته

نور حلوم
نشرت منذ 3 أسابيع يوم 14 أبريل, 2024
بواسطة نور حلوم
الرعاية النفسية للطفل؛ أبرز 16 طريقة للاهتمام بها لأهميتها في تكوينه وبناء شخصيته

الرعاية النفسية للطفل (child psychological care)؛ لم تعد رفاهية إنما باتت أشد أهمية من الصحة الجسدية، ذلك لتأثيرها الكبير في تكوين الطفل نفسياً، بناء شخصيته، وفي تلبية احتياجاته العاطفية والعقلية والاجتماعية الضرورية كي يكون سوياً ومتوازناً. لذلك دعونا نتعرف معاً على تعريف الصحة النفسية للطفل، أهميتها، وطرق الاهتمام بها.

شرح قراءه الأكواد ا…شرح قراءه الأكواد الغير متوافقة مع فهرس

تعريف الصحة النفسية للطفل

الأطفال نعمة كبيرة من الله، تمنح الأهل الفرح والأمل وتعطيهم الدافع لتأمين حياة كريمة وسعيدة، إلا أن ذلك لا يتحقق إن اقتصر الاهتمام على الماديات فقط، حيث أن الجانب المعنوي بالغ الأهمية في تهيئة الطفل فكرياً منذ الولادة وحتى المراهقة، وإكسابه مهارات وسلوكيات مفيدة في حياته المستقبلية.

بالنتيجة، يمكن تعريف الصحة النفسية للطفل أنها مفهوم شامل لصحة الطفل على عدة مستويات، جسدية ثم نفسية ثم اجتماعية ثم روحية، مع وجود توازن في إشباعها كي لا تسبب أية مشاكل لديه.

مع العلم أن هناك اختلاف بين علماء النفس في مدى تأثير العوامل الخارجية من علاقات اجتماعية وثقافة مجتمعية على تطور الطفل إلى جانب العامل الوراثي والصفات الشخصية.

أهمية الرعاية النفسية للطفل

أهمية الرعاية النفسية: تأمين حياة صحية للطفل

تعد الرعاية النفسية للطفل جانباً أساسياً من صحته العامة، إذ يوجد تفاعل كبير ومعقد بين الصحة النفسية والبدنية، ينتج عنه نجاح في الدراسة والعمل والعلاقات الاجتماعية. على سبيل المثال: يعاني بعض الأطفال من التنمر بسبب الوزن الزائد، مما يصيبهم بالاكتئاب ويمنعهم من مشاركة الآخرين في اللعب أو الرياضة، فيؤدي ذلك إلى تدهور صحتهم الجسدية وبالتالي العقلية.

بمعنى آخر، إن الأطفال بحاجة لحياة صحية تتحقق بحصولهم على رعاية كاملة من ذويهم، وذلك بهدف تجنب أو علاج أي مشاكل قد يصابون بها سواء على الصعيد الجسدي أو العقلي. مما يفسر غياب التوازن الصحي لدى الأطفال في المجتمعات الفقيرة والأقليات العرقية وذوي الاحتياجات الخاصة، في ظل عدم تلبية الأهل لكافة احتياجاتهم.

بالنتيجة، تكمن أهمية الرعاية النفسية للطفل في اكتسابه:
التفكير السليم، المهارات، الثقة بالنفس، العلاقات الاجتماعية المميزة، الحماية من مختلف الاضطرابات، الشخصية السوية والصحة الجيدة.

طرق الاهتمام بالصحة النفسية للطفل

الاستقرار العائلي إحدى طرق الاهتمام بالصحة النفسية للطفل

يجد الأهل صعوبة في تحديد وتلبية احتياجات الطفل النفسية، خاصةً في حال كان العمل يستدعي غيابهم ساعات طويلة عن المنزل. لذلك إليكم أبرز 16 طريقة أو نصيحة للاهتمام بالصحة النفسية للطفل:

الاستقرار العائلي

يتحقق الاستقرار العائلي بتوفير الأب والأم أجواء متفائلة وفرحة للطفل داخل المنزل بعيداً عن الشجار. وذلك ضروري جداً في السنوات الخمس الأولى من عمره، الأساسية في تكون شخصيته.

العلاقة الجيدة والقوية

ترتكز العلاقة السوية على الإصغاء وإدراك مشاعر وأفكار الطفل. لأن ذلك يمنحه القدرة على تخطي أي مشكلة نفسية تواجهه.

اللعب مع الطفل

يساهم اللعب بشتى أنواعه في تعزيز قدرات الطفل الفكرية والذاتية وتعليمه قيم هامة في الحياة. ومن أبرز القيم التي يكتسبها: المشاركة، المساعدة، الصداقة، القيادة والتفكير الإبداعي.

المعاملة الإيجابية

تعد المعاملة بصورة إيجابية أهم نصيحة للاهتمام بالصحة النفسية للطفل. لأنها تكسبه القدرة على تخطي أصعب المواقف والمشاكل والضغوط في الحياة بصورة إيجابية.

عدم التعنيف سواء اللفظي أو الجسدي

يعد العنف مؤذياً جداً للطفل في الصغر والكبر، ويصعب نسيانه. كما وأن الأطفال بحاجة ماسة للدعم اللفظي والتشجيع بهدف التطور في الدراسة والهوايات والعلاقات.

الاستقلالية في القول والفعل

إن الاستقلالية ضرورية في بناء شخصية قوية، واثقة، قادرة على التواصل مع الآخرين، التعبير عن المشاعر والآراء، واتخاذ القرارات دون إجبار أو إكراه. بالتالي على الأهل منح الطفل فرصة للاعتماد على نفسه في نشاطاته اليومية وإعطاء رأيه في الشؤون العائلية بما يتناسب مع سنه.

تعزيز المواهب والقدرات

يكون ذلك عبر دعم الأهل للطفل وتشجيعه على القيام بنشاطات فردية أو جماعية من شأنها تنمية موهبته المميزة وصقلها. كما وأن إدراك ميول الطفل واهتماماته يساعد الأهل في معرفة الموهبة التي يستطيع الطفل ممارستها بإبداع.

حسن اختيار المدرسة

يجب اختيار المدرسة التي تراعي الطفل نفسياً، تحل مشكلاته بطرق صحية، تعلمه مهارات التواصل الاجتماعي الفعال وتكسبه المعرفة الضرورية للتطور. إضافة إلى ضرورة تواصل الأهل الدائم مع الإدارة والمعلمين، بهدف التعاون في معالجة مشاكل الطفل أيا كان نوعها.

نصائح تعزيز الصحة النفسية للطفل

الطعام الصحي أحد نصائح تعزيز الصحة النفسية للطفل

إضافة إلى ما سبق ذكره من طرق الرعاية والاهتمام، إليك أيضاً 8 نصائح أخرى لتعزيز الصحة النفسية للطفل:

الطعام الصحي المتنوع

يؤثر الطعام الصحي المتنوع إيجابياً على الحالة النفسية للطفل. كذلك يمنحه جميع الفيتامينات والعناصر الغذائية المهمة لجسم قوي وقادر على مواجهة الصعاب والأزمات في الحياة.

اعتماد مبدأ الثواب والعقاب

يساعد هذا المبدأ في إدراك الطفل لمفهوم الخطأ والصواب ومعرفة الحدود. ويتحقق عبر العقاب المناسب على الفعل الخاطئ مع شرح السبب، والمكافأة على العمل الجيد بهدف التشجيع.

ممارسة الرياضة

للرياضة أهمية كبيرة في تنشيط جسم الطفل وعقله، منحه ليونة فكرية وجسدية، ومساعدته في إدراك مفهوم الوقت وتنظيمه. لذلك يجب تشجيعه على ممارسة التمارين الرياضية أو إحدى الرياضات المفضلة لديه.

منح الفرصة للتَّجربة والفشل

إن منح الطفل الفرصة للتجربة وإن فشل، يكسبه المهارات الأساسية للتعامل مع متطلبات الحياة عملياً لا نظرياً. إضافة إلى أن ذلك يدعم نموه الجسدي والفكري والعاطفي ليصبح شخصاً سوياً وفاعلاً في المجتمع.

الاستماع للموسيقى

تساهم الموسيقى في تنمية الإبداع والذكاء، تعزيز قدرات الانتباه والملاحظة، والتشجيع على قيم التعبير عن الذات (Self expression values) وحسن الإصغاء.

النوم الكافي

ما من شك في مدى أهمية النوم للطفل لساعات كافية ليلاً. ذلك أنه يمنح جسمه الراحة والنشاط نهاراً، ويحسن مزاجه وحالته النفسية.

تخصيص وقت للطفل

يتوجب على الأهل تخصيص وقت للطفل مليء بالحب، التقدير، الاهتمام، الإصغاء والتفهم. وذلك بهدف منحه الطاقة الإيجابية، ومساعدته في الخروج من حالات الحزن والاكتئاب حين تصيبه من وقت لآخر وبلا سبب.

خير قدوة

غالباً ما يراقب الطفل والديه بذكاء ويحاول تقليدهما سواءً بالقول أو بالفعل. لذلك عليهما التركيز على الجانب النفسي لديهما، لناحية الثقة بالنفس والحكمة في الأقوال والأفعال والصفات الجيدة كي يكونا خير قدوة له.

أسئلة شائعة حول الرعاية النفسية للطفل

كيف تربي طفلك وتهذبه؟

تكون البداية عبر وضع قواعد للالتزام بها والتمييز بين السلوك الصحيح والآخر الخاطئ، ثم تعريف الطفل بخطئه باختصار وبسرعة ومعاقبته عليه بما يتناسب مع عمره وحجم الخطأ، إضافة إلى مكافأته على الأفعال الجيدة.

الرعاية النفسية للطفل، لقد أدركنا تعريفها، أهميتها وطرق الاهتمام بها. لذلك بات واجبنا كأهل منح الطفل وقتاً مميزاً فيه الكثير من الحب والقليل من المحاسبة، بعيداً عن العنف بشتى أنواعه، مع التحلي بالصبر وتشجيعه على الاستقلالية والتجربة بهدف التعلم، مما يحمي الطفل من العديد من المشاكل النفسية والاضطرابات العقلية.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة