خوف الطفل من ظواهر المطر؛ إليك أبرز الأعراض وأهم خطوات العلاج

بشرى محمد
نشرت منذ أسبوعين يوم 13 أبريل, 2024
بواسطة بشرى محمد
خوف الطفل من ظواهر المطر؛ إليك أبرز الأعراض وأهم خطوات العلاج

خوف الطفل من ظواهر المطر (child fear of rain phenomena) من الشائع أن يخاف الأطفال من العواصف والرعد والأصوات العالية. لكن إذا رأيت طفلك يشعر بالرعب أو القلق المفرط عندما تكون هناك عاصفة رعدية؛ عندها يجب المسارعة لإيجاد حلول تساعد في التغلب على خوفه، لكن هذه الحلول ستحتاج إلى الإبداع والوقت، إليك 10خطوات إبداعية لعلاج طفلك.

كيف يمكنني معرفة ما إذا كان طفلي يعاني من رهاب المطر؟

من الطبيعي أن يخاف الأطفال من بعض الظواهر والأشياء مثل: (خوف الطفل من ظواهر المطر، الظلام، الحيوانات، …) الأطفال من كلّ الأعمار تقريبًا يخافون ويقلقون. تشير الدراسات إلى أن ٥–١٥ % من الاطفال يشعرون بهذا القلق. الخوف أمر منطقي وله وظيفة مهمة فهو يحفز اليقظة في أوقات الخطر، وهو علامة على تطور نمو الطفل، وللخوف درجات متفاوتة من الشدة والضعف، فبعضها يمكن تحمله والسيطرة عليه، وبعضها يتطور ويتحول إلى الرهاب (الخوف المرضي).

عندما يظهر الطفل قلقًا مبالغ فيه من البرق والعواصف الرّعدية، ويكون في مراقبةٍ مستمرة للسماء وتقارير الطقس فهذا يشير إلى أنه مصاب بالرهاب أو ما يسمى (فوبيا الأمطار).
الرهاب (الفوبيا) هي: شعور الشخص بالخوف الشديد غير المنطقي من شيء معين أو مكان محدد. ينتهي هذا الخوف بانتهاء المسبب، لكنه عند الأطفال يعد أمرأ شائعًا وغالبًا يتجاوزونه بعد البلوغ وفي بعض الأحيان يستمر إلى ما بعد البلوغ. أي إن خوف الطفل من ظواهر المطر أمر يمكن التغلب عليه.

أعراض وعلامات رهاب الطفل المرتبط بالطقس

تختلف الأعراض المرتبطة بخوف الطفل من ظواهر المطر (رهاب الأمطار) من طفل إلى آخر، حسب شدة المرض لديه:

  • الخوف والرعب
  • البكاء المستمر
  • التركيز الشديد على الرعد أو العواصف
  • طلبه إغلاق النوافذ والأبواب
  • التشبث بالوالدين وعدم الحركة
  • الخوف على أشيائه
  • زيادة التخيلات للأشياء المخيفة

أسباب خوف الطفل من ظواهر المطر

يعود خوف الطفل من ظواهر المطر إلى عدة أسباب:

  • الربط الذهني بين المطر و حادثة مخيفة تعرض لها الطفل أو ذكرى مؤلمة تسببت في (حوادث غرق، دمار بيوت، تعرض الممتلكات للتلف، معاينته عاصفة قوية أو صاعقة)
  • تحدث الآخرين عن المطر وما يتبعه من ظواهر بصورة مفرطة
  • ردود فعل الكبار وتفاعلاتهم السلبية تجاه ظواهر المطر
  • إخافة الطفل من قبل إخوانه أو أحد زملائه
  • الخيال الواسع، قد يتخيل الطفل في سن الروضة أشياء ويطورها تدريجيًا، ويدخل فيها أمورًا لا يعرفها ثم يخاف من حصولها.
  • عامل صحي، قد يكون سبب خوف الطفل من ظواهر المطر, أوغيرها من المخاوف أحيانًا، نقص بعض الفيتامينات في الجسم

10 خطوات لمساعدة وعلاج خوف الطفل من ظواهر المطر

تعد ظاهرة خوف الأطفال سلوكَا مزعجًا، وله آثار سلبية كبيرة على تكوين شخصية الطفل، لذلك سنتحدث عن اتخاذ خطوات استباقية للمعالجة المنزلية، فيمَا يلي الأساليب العلاجية التي ستساعد في التغلب على خوف الطفل من ظواهر المطر:

  • تعرف على خوفه واعترف بمشاعره

قد يكون من المغري تجاهل مشاعر الطفل وقول: لا يوجد ما يدعو للقلق أو ستكون الأمور بخير. لكن تخصيص الوقت للاستماع والتواجد مع الطفل من المرجح أن يقطع شوطًا طويلًا في مساعدته على الشعور بالارتياح. دعه يعبر عن مخاوفه، سيهدأ إذا شعر أنك تفهمه. ناقش ما يشعر به تجاه العواصف قبل نزول المطر وقبل أن تلوح في الأفق أي عاصفة.

  • وازن بين التحقق من مخاوف طفلك وقيادتك الواثقة والقديرة

أخبر طفلك أن الرعد كان يخيفك أيضًا عندما كنت طفلًا ولكنه سينتهي قريبًا، عانقه وانظر إلى عينيه وقل مثلًا: أرى أنك تشعر بالخوف، هذا أمر منطقي، فالعواصف يمكن أن تكون مخيفة، لكني سأكون معك وسنتجاوز هذا معًا. بهذه الطريقة لن يشعر بالخجل أو إخفاء مشاعره. تحقيق التوازن بين تأكيد وتفهم شعور طفلك وفي الوقت ذاته تعزيز ثقته على التغلب على مخاوفه، هو الأسلوب الذي يعين الطفل

  • التعريض

هو مواجهة المُريض للأشياء التي يخافها عن طريق التّعرض بصورة تدريجية وبخطوات بطيئة لمصادر خوفه. اجعل الطفل يشاهد ما يخيفه عن بعد، فالتقدم التدريجي والمواجهة المتكررة لما يخافه تؤدي إلى تقليل نسبة الخوف وتزايد الشجاعة شيئًا فشيئًا، بينما يؤدي تجنب الموقف المخيف إلى إطالة حالة الخوف أو زيادة شدته.

  • التخطيط المسبق للعاصفة

إذا كان من المتوقع هطول مطر غزير أوعاصفة كبيرة قادمة حاول إنشاء خطَّة؛ تساعد خطَّة السلامة من العواصف على تقليل خوف الطفل من ظواهر المطر قبل وأثناء العاصفة. اعملوا كعائلة لوضع الخُطَّة، حتى يعرف الجميع أين يذهبون في المنزل في حالة الطقس القاسي، يمكن إنشاء (ركن الأمان) تخبر الطفل أن الرعد لا يستطيع الوصول إليه، إن الاستعداد والتخطيط المسبق يمكن أن يزيد من إحساسك بالسيطرة.

  • حافظ على هدوئك

كن هادئًا ومطمئنًا؛ يلتقط الأبناء إشارات وسلوك الآباء، لذلك إن أبديت شعورًا بالتوتر من العواصف، أو كنت مرتاحًا لها، فسيحذون حذوك وتكون الاستجابة بالمثل؛ حاول أن تكون نموذجًا للسلوك المتوازن في التعامل مع الأحوال الجوية القاسية. إن شعرت بالتوتر، يمكن أخذ أنفاس عميقة وهادئة. تحدث عن خطة السلامة وما يمكن قيامك به للبقاء آمنًا أثناء العاصفة. إن كنت بالخارج أو في المنزل طمئنهم أنك موجود لحمايتهم

  • صرف انتباهه وإخماد ضجيج العاصفة

الأصوات عالية تخيف معظم الأطفال وكلما زادت الضجيج المحيط بالعاصفة، زاد انتشار الخوف لدى طفلك. يمكنك التغلب على صوت الرعد بخيارات متعددة؛ من خلال ربطه بالألعاب والأنشطة، ترتبط صحة الأطفال بالحركة ارتباطًا وثيقًا وبقاء الطفل دون حَراك يمكن أن يزيد من التوتر والقلق. خطط لبعض الأنشطة الجسدية واستخدم خيالك مثل:

  • تشغيل أنشودة ممتعة أو فديو مسلي.
  • قضاء اليوم في مركز تجاري به منطقة لعب داخلية.
  • شغْل وقته بالألغاز والقصص لإبعاد ذهنه عن العاصفة.
  • إقران الخوف أو مصدره بأي شيء سار؛ جعل الطفل يلعب إحدى ألعابه المفضلة أو نشاط ممتع، أو تلعبا معًا.
  • حوارات كقول (صوت الرعد، تتشارك فيها سحابتان ضحكة، المطر من نعم الله، الرعد يطلق تنبيه ليعطينا المياه)
  • ممارسة تمرين التنفس، علم طفلك تمارين التنفس وأنشطة الاسترخاء لتهدئته؛ تعد تقنيات التنفس وسيلة مثبتة لتهدئة الطفل القلق.
  • عند سماع صوت الرعد، قم بأي حركة تلهي طفلك، اضحك واجعله يقلدك (غالبًا ما يعمل الضحك بشكل جيد لتقليل خوف الطفل).
  • اسأله عما يود فعله ليشعر بالتحسن مثلا (قم ببناء قلعة من الوسائد، أعد له وجبة يحبها أو مشروب دافئ) قد يساعد تناول طعامه المفضل على إبعاد تفكيره عن الرعد.
  • سانده وشجعة

ابتكر عبارات تريح وتهدئ طفلك، واستقبل المطر ببشاشة وترحيب، سيساعد هذا على التركيز عليك، وليس على العاصفة، لا تتركه بمفرده فجأة، فمعرفة أنك موجود من أجله، ممكن أن يساعد في تهدئة عقله خلال الأوقات المخيفة. شجعه على تحدي مخاوفه، فعن طريق التجنب قد يتأكد للطفل أن العالم خطير والأفضل هو الابتعاد عنه.

  • قدوات ونماذج

اجعله يلاحظ كيف يتعامل الأشخاص أو الأطفال غير الخائفين مع الموقف المخيف، وفي أكثر من موضع؛ عندها سيبدأ الطفل تدريجيَا بالتعامل دون خوف، ويفضل أن يكون هذا النموذج من الأشخاص العاديين.

  • الحد من التعرض للتغطية الإعلامية

إذا شعرت أن طفلك يعاني من قلق العاصفة، فحاول تجنب مناقشة سوء الأحوال الجوية أو التركيز على الأخبار المتعلقة بحالة الطقس أو أي كارثة متعلقة بالظروف المناخية؛ لتقليل القلق غير الضروري بشأن الحدث. لكن تَجنُب الموضوع ليس هو النهج الأفضل.

  • اعطِ طفلك الفرصة لطرح الأسئلة

حدث طفلك عن الظواهر الطبيعية بلغة مبسطة تناسب عمره، إن مساعدة الأطفال على فهمها، نهج صحيح سيساعدهم على مواجهة مخاوفهم وإدارتها، ووضع حد لأي مصادر قلق لا أساس لها، وقد يجعل خوف الطفل من ظواهر المطر، يختفي تمامًا. اسمح لطفلك بطرح الأسئلة التي لديه على سبيل المثال، ما فائدة الرعد والعواصف؟ من سيحميه إذا ضربت عاصفة وهو بعيدًا عن المنزل أو كان في المدرسة؟ أو كيف يتتبع خبراء الأرصاد الجوية مسار العاصفة أو التنبؤ بها؟

  • امنح طفلك الوقت

قد لا يمكنك التغلب على تخوف الطفل من ظواهر المطر بشكل كامل في الوقت الحالي. دعها تتفوق عليه في وقتها. لا تطلب من طفلك أن “يتوقف عن السخافة” أو أن يكون فتى كبيرًا، أو تقارنه بطفل آخر، هذا يمكن أن يضر ثقته واحترامه لذاته. حاول التحلي بالصبر والتفهم.

متى يجب أن أطلب المساعدة المتخصصة لعلاج قلق العاصفة؟

يؤكد الأخصائيون أن ظاهرة الخوف لدى الأطفال مؤقتة ومحدودة وغالبا تقل تدريجيًا وتختفي تلقائيًا مع (نمو) الطفل، لكن إذا أظهر الطفل خوفا يتجاوز الحد المعقول وبدت عليه العلامات التالية:

  • تغيرات في عادات النوم
  • شكاوى جسدية، كالصداع أو آلام في المعدة.
  • كوابيس (أحلام مرعبة)
  • رجفة في الجسم، خفقان وتعرق
  • انخفاض درجة حرارة الجسم، دوخة، جفاف الفم، وغثيان
  • تبول لاإرادي
  • تهيج وصعوبة التركيز
  • التّشبث بالآخرين للحماية أثناء العاصفة.

إذا لاحظت هذه العلامات بشكل متزايد، وبدأ القلق يعيق طفلك عن القيام بالأنشطة المهمة ويعطل روتينه (Everyday life) اليومي أو صحته، عندها يجب زيارة اختصاصي الصحة النفسي لطلب المساعدة للتغلب على خوف الطفل من ظواهر المطر.

نصائح للتغلب على خوف الأطفال

قد يكون الأطفال الصغار أحيانًا قلقين جدًا لدرجة أن الهلع قد يمنعهم من الاستكشاف والنمو، ولتجاوز خوف الطفل من ظواهر المطر وغيرها من المخاوف وتعزيز ثقته بنفسة، يمكن اتباع النصائح التالية:

  • اترك الطفل يلعب ويتواصل مع الأطفال في عمره فهذا يساعد على تنمية مهاراته وتكوين شخصيته
  • حاول توفير بيئة آمنة للعيش والتعلم وممارسة أنشطة الطفل، فهي من حقوق الطفل الأساسية.
  • وفر له الألعاب التعليمية لأنها تفيد في تطويره لنفسه
  • لا تجعل الطفل كثير الالتصاق بك، عوده النوم بمفرده، يساعد ذلك على بناء شخصية شجاعة وقوية
  • عوده تناول الطعام الصحي والمفيد، وجنبه المشروبات التي تحوي الكافيين لأنها تساهم في زيادة القلق
  • شجعه على ممارسة بعض أنواع الرياضة البسيطة
  • حاول أحيانًا تجاهل مخاوف طفلك؛ إن الانفعال الزائد والمبالغة في طمأنة طفلك، قد يؤدي إلى نتيجة عكسية ودعم السلوك السلبي

هل الخوف من المطر طبيعي؟

القلق من المطر أمر شائع عند الكثير من الأطفال، وهو يقل تدريجيًا وينتهي مع (نمو) الطفل.

متى يكون خوف الطفل غير طبيعي؟

عندما يُظهر الطفل قلقا مبالغ فيه وخوفا مستمرَا من البرق والعواصف الرّعدية، ويكون في مراقبةٍ مستمرة للسماء، ويصبح  ملازم لوالديه، وعندما يمنعه القلق من الاستمتاع بحياته. عندها يكون الخوف غير طبيعي، ويستدعي المعالجة.

على ماذا يدل الخوف من المطر؟

يخاف معظم الأطفال من ظواهر المطر ولكن (الطفل الحساس) هو الأكثر تأثرا. يدل على أن (الطفل من ذوي الحساسية الحسية).

هل المطر يؤثر على الطفل؟

إذا كانت الرياح قوية والأمطار غزيرة، من الممكن أن تؤثر نفسيًا على الطفل، بل قد يتأثر بها الكبار أيضأ، أما دون ذلك فلا يؤثر عليه.

متى يجب أن أطلب المساعدة المتخصصة لعلاج قلق العاصفة؟

إذا لاحظت  أن قلق طفلك بدأ يعيق قيامه بالأنشطة المهمة، ويعطل روتينه اليومي أو صحته، عندها يجب زيارة اختصاصي الصحة النفسي لطلب مساعدته في التغلب على خوف الطفل.

في الختام : نرجو أن نكون قد وفقنا في تقديم المعلومة متكاملة، حول موضوع (خوف الطفل من ظواهر المطر) وأن نكون قد أجبنا عل تساؤلاتكم (ما أسباب خوف الطفل من ظواهر المطر؟ وما أبرز الأعراض وأهم خطوات العلاج). نتمنى لأطفالكم دوام الصحة والعافية، دمتم بخير.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة