النظام الغذائي لمرضى سرطان الدماغ

رقية طحان
نشرت منذ 4 أسابيع يوم 12 أبريل, 2024
بواسطة رقية طحانتعديل فاطمه بلال
النظام الغذائي لمرضى سرطان الدماغ

النظام الغذائي لمرضى سرطان الدماغ هو نظام يعالج ويحارب الأورام الدماغية بواسطة حمية الغذاء الصحي التي تتضمن عناصر تدعم مقاومة الجسم، بحيث تتم خلال مدة معينة، حيث أن من أشهرها الحمية الكيتونية المترافقة مع الصوم المتقطع وممارسة التمارين الرباضية لرفع كفاءتها في دحض الورم.

سرطان الدماغ

ربما يكون من قبيل التناقض الحديث عن سرطان للدماغ. بينما وكما هو شائع أن الخلايا العصبية لا تتجدد. وإنما يولد الإنسان بعدد شبه مكتمل من الخلايا العصبية، والسرطان عبارة عن انقسام غير منضبط في الخلايا. فكيف تصاب الخلايا العصبية – المكون الرئيسي للدماغ-  إذا كانت لا تنقسم، والحقيقة أن  سرطان الخلايا العصبية اقتصر رصده في الرضع حديثي الولادة وفي الأطفال تحت سن الخامسة، حيث يعرف بسرطان الخلايا الأرومتية العصبية. وهي نوع غير ناضج من الخلايا العصبية يحتفظ بقدرته على الانقسام. ليجد السرطان لنفسه فرصة لينشأ فيها.

نشأة سرطان الدماغ

ورم الدماغ لا يقتصر على الأطفال فهو يظهر أيضا في البالغين، والحقيقة أن سرطان الدماغ لفظ عام لمكان الورم دون أن يحدد نشأته، يتكون الدماغ من نوع آخر من الخلايا غير الخلايا العصبية والتي تسمى الخلايا الدبقية بحيث تتمثل وظيفتها بدعم الخلايا العصبية وتغذيتها. وهذه الخلايا هي في العادة منشأ لمعظم سرطانات الدماغ عند البالغين والتي تعرف بالورم الدبقي.

النظام الغذائي الأمثل لمرضى سرطان الدماغ

أهمية الغذاء الصحي لسرطان الدماغ

يعتقد البعض أن التغذية الصحية تلعب دورا رئيسيا في الوقاية من ورم الدماغ، لكن دورها ينتهي بعد الإصابة ويظل الأمل متعلقا بعملية استئصال الورم وما بعدها من العلاج الكيماوي والشعاعي، في الواقع إن تأثير التغذية أقوى مما نظن، وبإمكان الأنظمة الغذائية أن تعمل على علاج أي مرض حتى إن كان سرطانا في الدماغ، لكن المشكلة في مدى جدية وإلتزام المرضى بتطبيق النظام الغذائي لسرطان الدماغ ومدى كونه متناسبا مع حالة المريض، ففي معظم الأحيان يتم وصف الأنظمة والحميات الغذائية بشكل عمومي دون تفحص دقيق يشمل جميع جوانب مريض سرطان الدماغ، لذا يمكن إيجاز فاعلية الأنظمة الغذائية في علاج ورم الدماغ بالنقاط التالية:

التوافق مع النظام الغذائي لمرضى سرطان الدماغ

توجد بعض الأنظمة الغذائية العامة الموضوعة لمرضى سرطان الدماغ، لكن هذا لا يعني أنها ذات فعالية علاجية مع الجميع. فهنالك بعض الحالات الخاصة مثل الأشخاص النباتيين الذين يفرض عليهم تكوينهم الجسدي عدم تقبل أكل اللحوم، فهؤلاء لن تجدي معهم تلك الحميات المعتمدة على اللحوم، كذلك في بعض الحالات التي يجتمع على المريض أكثر من مرض كأن يكون مريض سكري او مصابا بعدوى ميكروبية أو أن يكون ذو ضعف في المناعة أو يمتلك حساسية تجاه بعض المغذيات. فعند عدم إعطاء أهمية لخصوصية المريض عند تصميم النظام الغذائي فإنه قد يؤدي إلى نتائج سلبية معاكسة وقد تكون مميتة.

مكونات النظام الغذائي لمرضى سرطان الدماغ

يعتقد بعض مرضى سرطان الدماغ أن الغذاء الصحي يكمن بإضافة الخضار والفواكه إلى موائدهم كمقبلات مع بقائهم على ذات عاداتهم المتبعة في التغذية قبل الأصابة بالسرطان، وهذه الطريقة بالتعامل مع الأنظمة الغذائية لا تجدي نفعا ولن تحدث أي أثر أمام شراسة المرض الذي يواجهونه. بل لابد من الالتزام الجدي الدقيق بجميع مكونات النظام الغذائي لسرطان الدماغ.

مدة النظام الغذائي لمرضى سرطان الدماغ

لكي يؤتي أي نظام غذائي بنتائجه المرجوة فيجب ألا يقل عن شهر، إلا أن مدة حمية نظام غذائي لمرضى سرطان الدماغ قد تمتد لنصف سنة أو سنة، وبما أن مرض ورم الدماغ مرض انتكاسي فقد يضطر المريض للتعايش مع النظام الغذائي الصحي حتى آخر عمره.

كيفيات النظام الغذائي لمرضى سرطان الدماغ

حتى يعطي أي نظام غذائي أقصى مفعول له فيتوجب على مرضى سرطان الدماغ ضبط ساعاتهم البيولوجية مع النظام الغذائي، فقد تفرض بعض الأنظمة تناول الطعام في ساعات معينة من اليوم وبشكل متناسقا مع ميعاد نوم المريض واستيقاظه، كما أنها قد تضع فوارق زمنية معينة بين وجبات النظام.

تطبيق النظام الغذائي لمرضى سرطان الدماغ

مثل هذه القوانين يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار ويحاول مريض ورم الدماغ الالتزام بها بشكل دقيق. بحيث يفرغ وقته كله وينفق طاقته كلها لتغيير حياته بشكل متوافق مع النظام الغذائي. وذلك إما بالإرادة الذاتية والعزيمة على الشفاء أو بالاستعانة بالمختصين في مجال التغذية الصحية والانصياع التام لكل ما يقدمونه.

الحمية الكيتونية لمرضى سرطان الدماغ

أهمية الحمية الكيتونية لسرطان الدماغ

في الوقت الحالي اتجهت بعض الجهود الطبية البديلة لاستخدام الحمية الكيتونية لسرطان الدماغ في العلاج. خصوصا في بعض الحالات التي يبدو الأمل شبه مفقود من إجراء الجراحة، حيث تستهدف الخلايا السرطانية بناء على تباين قدراتها الأيضية عن الخلايا الطبيعية.

الأساس الجزيئي للحمية الكيتونية

تقوم الحمية الكيتونية لسرطان الدماغ على أساس  أن الخلايا الدبقية السرطانية تنشط بوجود سكر الجلوكوز ويتسارع معدل انقسامها. لكن حين يتم استبدال الجلوكوز بالأجسام الكيتونية فإن قدرات الورم السرطاني تكون أقل كفاءة في التعامل معها كمصدر بديل للطاقة، حيث يعتقد أن خلايا الأورام الدبقية أقل من الخلايا الطبيعية في التكيف والتأقلم على مصدر بديل للطاقة. كما أن الأجسام الكيتونية تتسم بصعوبة الاستهلاك إذا ما تم مقارنتها بسكر الجلكوز. بينما تحتاج لمصدر سهل يساعدها على سرعة الانقسام.

الأجسام الكيتونية

هي عبارة عن ثلاثة مركبات هيدروكربونية:

  • أسيتو الأسيتات.
  • بيتا هيدروكسي بيوتيرات.
  • الأسيتون.

يتم تصنيع هذه المركبات الثلاثة من قبل الكبد كنتائج لهضم الدهون، لكن الكبد لا يقوم بتصنيعها على الدوام. إنما فقط تحت ظروف نقص الجلوكوز في الدم، ينخفض مستوى الجلوكوز في الدم في ظروف خاصة وهي:

  • ممارسة التمارين الرياضية.
  • الصوم لفترة طويلة ومستمرة.
  • حرمان الجسم من الكربوهيدرات.

بعد انطلاق الأجسام الكيتونية في الدم يلجأ الدماغ لاتقاطها عوضا عن الجلوكوز، بحيث يتم ادخالها إلى دورة حمض الستريك في الميتوكندريا لإنتاج الطاقة.

الآثار الجانبية للحمية الكيتونية

الحمية الكيتونية لسرطان الدماغ ترتبط ببعض الآثار الجانبية، حيث يعاني مرضى سرطان الدماغ من أعراض تشبه أعراض انسحاب المخدرات، والتي تشمل:

  • الدوخة.
  • الصداع.
  • القيء.
  • تقلبات في المزاج.
  • الإرهاق.

وذلك في الأيام الأولى من تطبيق الحمية الكيتونية.

تفسير التعب المصاحب للحمية الكيتونية

يعتقد بعض الباحثين أن الجلوكوز يفعل مسار المكافأة المطلق للدوبامين. ولعل هذا يكمن وراء ارتباط الطعام الحلو بالمناسبات السعيدة. مما يجعل الجلوكوز من المواد المسببة للإدمان على نطاق ضيق، لذا تظهر تلك الأعراض بسبب الصعوبات التي تواجه الجسم في التأقلم على مسار جديد لتوليد الطاقة. ويمكن التغلب على هذه الصعوبات من خلال التدرج في تطبيق هذه الحمية، بحيث لا يتم حرمان الجسم من الجلوكوز بشكل مفاجئ وإنما بشكل تدرجي.

تفاصيل الحمية الكيتونية لسرطان الدماغ

خلال هذا النظام تتداخل عدة إجراءات معا لرفع كفاءته وزيادة مفعوله في القضاء على سرطان الدماغ:

الاعتماد على الدهون

في هذا النظام يتم الاعتماد على الدهون والبروتين والغاء الكربوهيدرات، بحيث يسمح بتناول قدر كاف من البروتينات التي تقوي بنيته. كذلك يعطي المرضى مقدارا مناسبا من الدهون، حيث أنها ستكون المصدر الأساسي للطاقة. بينما يجب على المرضى الامتناع بشكل شبه كامل عن الكربوهيدرات وهذا بعد بلوغ النظام الكيتوني ذروته في التطبيق عليهم.

 الصوم المتقطع لسرطان الدماغ

أهمية الصوم المتقطع لسرطان الدماغ، مدة حمية سرطان الدماغ

حتى تكون حمية الكيتو keto diet أبلغ أثرا وتأتي بنتيجة مرضية في كبح سرطان الدماغ فلا بد أن تترافق  مع الصوم المتقطع لسرطان الدماغ. بحيث يتم الامتناع عن الطعام لمدة تتراوح بين ست ساعات إلى 48 ساعة، وهذا بشكل تدرجي، حيث أن الصوم المتقطع لسرطان الدماغ والذي يبلغ 48 يؤدي إلى نضوب خزانات الجلوكوز في الجسم بشكل كامل، مما يرغم الدماغ على الاتجاه نحو استهلاك الأجسام الكيتونية.

ممارسة التمارين بشكل منتظم

أثناء التمارين الرياضية يستهلك معظم الجلوكوز من قبل العضلات. ثم تتجه باقي أنسجة الجسم والتي من ضمنها الدماغ إلى استهلاك الأجسام الكيتونية.

تضمن الغذاء الصحي لسرطان الدماغ

ويقصد بالغذاء الصحي لسرطان الدماغ: تلك الأغذية المساعدة في التصدي للورم السرطاني وتشمل:

  • المعادن.
  • الفيتامينات.
  • مضادات الأكسدة.

المرضى الذين لا تناسبهم الحمية الكيتونية

توجد عدة فئات من مرضى سرطان الدماغ الذي لا يمكنهم الخضوع إلى النظام الغذائي الكيتوني، حيث أن صحة أجسامهم وطبيعتها لا تؤهلهم لتحمل هذا النظام. على رأس القائمة مرضى تليف الكبد، الذين لا يمكنهم استحلاب الدهون لإنتاج الأجسام الكيتونية، بل يحتاجون لقدر كبير من الجلوكوز للبقاء على قيد الحياة. لذا إذا اجتمع مرض سرطان الدماغ مع مرض تليف الكبد في شخص واحد فعندها لا يمكن تطبيق النظام الكيتوني عليه.

اقرأ المزيد:


ظهر النظام الغذائي لمرضى سرطان الدماغ كنظام في الطب البديل الذي يتصدى للأورام الدماغية باستخدام حمية الغذاء الصحي المحددة خلال مدة معينة، حيث أن من أشهرها الحمية الكيتونية المترافقة مع الصوم المتقطع.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة