الإسعافات الأولية لمصابي الانفجارات؛ 5 طرق للعناية الفورية في موقع الحدث

سالم العلي
نشرت منذ أسبوعين يوم 11 أبريل, 2024
بواسطة سالم العلي
الإسعافات الأولية لمصابي الانفجارات؛ 5 طرق للعناية الفورية في موقع الحدث

الإسعافات الأولية لمصابي الانفجارات؛ أصبحنا الآن في عالمٍ يعج بالحروب والإرهاب، فحينما تطالع نشرات الأخبار تجدها مليئة بحوادث المتفجرات، والتي تنتج أنماطًا فريدة ومتعددة من إصابات تهدد الحياة بشكلٍ أو بآخر، لذا وجب علينا مدارسة رد الفعل المناسب لإسعاف الجروح والحروق، وكذلك معرفة الإسعافات الأولية في الحروب، حتى نكون يد العون لجهات الإنقاذ وقت الحاجة.

 ما هي المتفجرات؟

قبل التحدث عن الإسعافات الأولية لمصابي الانفجارات، دعونا نلقي نظرة عن ما هي المتفجرات؟ هي مواد لديها قدرة على إحداث ضغط مفاجئ نتيجة تحول المادة إلى غازات ساخنة شديدة التمدد. ويمكن تصنيف المتفجرات إلى:

  •  متفجرات شديدة الانفجار

تنتج موجة انفجار أسرع من الصوت. مثل؛ تي إن تي، C-4 ،Semtex، نيتروجلسرين، الديناميت، وزيت وقود نترات الأمونيوم.

  • متفجرات منخفضة الانفجار

تنتج انفجارًا أقل من سرعة الصوت، وموجة انفجار منخفضة الضغط. مثل: القنابل الأنبوبية، البارود ومعظم القنابل البترولية مثل: قنابل المولوتوف أو الطائرات المرتجلة كصواريخ موجهة.

الإسعافات الأولية لمصابي الانفجارات في موقع الحدث

تحدث أكثر من 90٪ من الوفيات الناجمة عن الانفجار في الدقائق العشر الأولى (الدقائق البلاتينية). لذا من الهام التدخل السريع بإعطاء المُصابين الأكسوجين والسوائل، ومراقبتهم للتحري عن المضاعفات، أو وجود متلازمات مثل: متلازمة الحيز (Compartment syndrome) أو متلازمة الهرس، وتتمثل أهم 5 طرق للعناية الفورية والإسعافات الأولية لمصابي الانفجارات في:

وقف النزيف

يجب تحديد الأشخاص الذين يعانون من نزيف يهدد الحياة في الإبط والفخذ أو في تجاويف الجسم في أسرع وقت ممكن.

يجب السيطرة على النزيف عن طريق الضغط الموضعي والضمادات الخاصة. يتم حشو الجرح جيدًا مع أو بدون خياطة. استخدام الأدرينالين الذي يعمل على انقباض الأوعية الدموية وتقليل النزيف.

إسعاف الجروح

يجب أن يتم إسعاف الجروح سريعًا في موقع الحدث كالتالي:

  • تطهير الجروح باستخدام جيل مطهر موضعي.
  • وضع ضمادات مؤقتة.
  • معالجة الجروح العميقة الملوثة بالأكسجين المضغوط.
  • تطهير الأنسجة الرخوة عن طريق شطفها بالسوائل والمناطق الحيوية من الأنسجة تنظف جراحيًا.
  • يجب التأخير في الإغلاق الأولي للجروح لأنه يأتي بنتائج عكسية. لذا فالعلاج المفتوح هو الطريقة المفضلة.
  • يفضل إعطاء تحصين الكزاز.
  • استخدام المضادات الحيوية الجهازية واسعة المجال مثل: الجيل الثاني من السيفالوسبورين مع ميترونيدازول وذلك للسيطرة على العدوى الثانوية.

التعامل مع إصابات اختراق الصدر والبطن بالمقذوفات أو الشظايا

يعتمد بقاء ضحايا هذه الإصابات على قيد الحياة على التحكم السريع للنزيف. تُترك الأجسام الغريبة في مكانها في البداية لأنها قد تمارس تأثيرًا سداسيًا. حيث تخترق جروح البطن الغشاء البريتوني في 75٪ من الحالات، كذلك لتقليل وقت التشغيل ولتجنب المزيد من تلف الأنسجة الرخوة.

إسعافات حروق المتفجرات

يعاني 40٪ من ضحايا الانفجارات من حروق متنوعة. ويتم إسعافها التالي:

  • غسل المصاب بمحلول مطهر من أجل خفض حرارة الجسم.
  • تنقية الحروق سطحيًا.
  • إزالة جميع الأجزاء السائبة من الجلد والبثور.
  • وضع جل مطهر مثل: بولي هكسانيد نيتروسليلوز أو بوليهكساميثيلين بيجوانيد.
  • تغطية الحروق بشاش معقم غير لاصق.

إسعاف الكسور

يتم تثبيت الكسر بشكل مؤقت عن طريق حاملات خشبية أو جبائر مؤقتة، كما ينصح بعدم تحريك المصاب إلا من قبل المسعفين، في حالات الكسور المفتوحة لابد من استخدام المضادات الحيوية الجهازية، ثم تتبع إسعافات الجروح.

الإسعافات الأولية لمصابي الانفجارات في المستشفى

يجب أن تركز كل الجهود في أحداث الإصابات الجماعية على الإسعافات الأولية لمصابي المتفجرات المهددة حياتهم كالتالي:

  •  السيطرة على نزيف الشرايين القريبة والنزيف في تجاويف الجسم، عن طريق الضغط ومن ثم إجراء الربط أو التحويل لسد الثقوب الكبيرة.
  • علاج إصابات تجاويف الجسم المثقوبة عن طريق شق البطن الوسيط الطارئ.
  • لا بد من فحص إصابات الكبد وعمل الخياطة الموضوعية، أو الاستئصال.
  • فحص إصابات الطحال والبنكرياس عن طريق المنظار، ومن ثم اتخاذ القرار ما إذا كان يمكن الحفاظ عليهم أم لا، اعتمادُا على شدة الإصابة وحالة الدورة الدموية.
  • يجب إغلاق إصابة اختراق المثانة جراحيًا قبل تصريف القسطرة.
  • إجراء إعادة بناء الأوعية الدموية بشكل نهائي بأسرع ما يمكن، بعد تثبيت الكسور بالجبائر والجراحات المناسبة.
  • تثبيت الأطراف المبتورة واستعادة الإمداد الدموي. قد يتعين التضحية بأحد الأطراف، فيجب إجراء البتر بعيدًا قدر الإمكان. مع مراعاة عدم إغلاق الجرح إلا بعد بضعة أيام.

المتابعة العلاجية للمصابين بالانفجارات

الهدف من المرحلة اللاحقة من العلاج هو مواصلة وتحسين العلاج الذي تم وضعه. وتشمل التدابير لتحقيق هذه الغاية :

  • استعادة حجم السوائل الطبيعية للجسم.
  • التأكد من سلامة التنفس.
  • تصحيح التوازن الحمضي القاعدي.
  • تحسين الدورة الدموية.
  • المتابعة الدقيقة للجروح بعد عمل إسعاف الجروح.
  • متابعة الشكاوى المتعلقة بالتوتر.
  • الانتباه إلى علامات انفجار الرئة، حيث يتم الإبلاغ عنها في وقت متأخر بعد الانفجار.
  • يمكن أن تظل العلامات السريرية لإصابات البطن المرتبطة بالانفجار صامتة في البداية حتى
    علامات البطن الحادة أو تعفن الدم.
  • من الضروري إعطاء التطعيمات اللازمة والحقن الداعمة.

أنواع الإصابات الناتجة عن الانفجار

لا بد من تقييم مدى وشدة الإصابات عبر مجموعة عوامل منها: تكوين وكمية المتفجرات، البيئة المحيطة، المسافة بين الضحية والانفجار، ووجود الحواجز الوقائية، ومن ثم عمل خطة الإسعافات الأولية لمصابي الانفجارات، وتنقسم إصابات الانفجار إلى:

الإصابات الأولية (Blast epicenter)

تتميز بتغيرات تشريحية وفسيولوجية ناتجة عن قوة الضغط المفرط المباشرة أو العاكسة، وعادة ما تكون في شكل تفكك كامل للجسم أو بتر رضحي. لا تتخطى نسبة الناجين 3-5 ٪. لذا تسمى (kill zone).

الإصابات في المُحِيط الثانوي (Secondary perimeter)

تحدث بسبب الحطام الذي أزاحته الرياح العاصفة للانفجار. يمكن أن يكون الحطام من قطع العبوة المتفجرة نفسها ومحتوياتها مثل: المسامير، البراغي، المقذوفات الباليستية، أو المواد الموجودة حول جهاز التفجير الأولي.

الإصابات الثلاثية

تحدث عندما ينزاح الشخص عن طريق الهواء ويؤثر على جسم آخر بسبب رياح الانفجار. تنتج الإصابة من صدمة حادة أو اختراق جسم ما للضحية.

الإصابات الرباعية (Blast periphery)

تحدث في المحيط الخارجي للانفجار بسبب التعرض للحريق، الأبخرة، الإشعاع، العوامل البيولوجية، الدخان، الغبار، السموم، وكذلك التأثير النفسي للحدث.

تشخيص إصابات الانفجار الشائعة

يمكن أن يصاب المدنيون الذين لا يرتدون ملابس واقية بإصابات متنوعة في أي جزء من الجسمن فيجب تشخيصها سريعًا لعمل الإسعافات الأولية لمصابي الانفجارات، وتتمثل أهم الإصابات في:

انفجار الرئة

تحدث بكثرة بين الناجين الأوائل، وهو نتيجة مباشرة لموجة الانفجار الشديدة، تتميز بالثالوث السريري المتمثل في صعوبة التنفس، والنبض البطيء، وانخفاض ضغط الدم.كما يلاحظ طفح جلدي يشبه الوخز أو كدمات كبيرة، سعال مستمر مصحوب بالدم، أو ألم في الصدر.

إصابة الأذن

تعتمد على اتجاه الأذن للانفجار. يعد ثقب الغشاء الطبلي أكثر الإصابات شيوعًا في الأذن الوسطى. تشتبه إصابة الأذن في أي شخص يعاني من ضعف السمع، طنين الأذن، ألم الأذن، الدوار، ونزيف من القناة الخارجية.

إصابات البطن

يمكن أن يسبب الانفجار انثقابًا فوريًا للمناطق المجوفة كالأمعاء، ونزيفًا وتمزقات في الأعضاء الصلبة، وتمزق في الخصية.

يجب الاشتباه في إصابة البطن مع أعراض آلام البطن، الغثيان، القيء الدموي، ألم المستقيم، آلام الخصية، أو نقص حجم الدم الغير مبرر.

إصابة الدماغ

تسبب موجات الانفجار ارتجاجات أو إصابات دماغية رضية خفيفة، لذا ضع في اعتبارك قرب الضحية من الانفجار لا سيما عند الشكوة من الصداع، الإرهاق، ضعف التركيز، الخمول، الاكتئاب، أو القلق والأرق.

يمكن أن تكون أعراض الإصابة الخفيفة بإصابات الدماغ الرضحية متطابقة مع اضطراب ما بعد الصدمة.

إرشادات السلامة عند حدوث الانفجارات

من المتوقع أن تزداد إصابات الموجة الأولى من الضحايا سوءًا قبل أن تتحسن، لهذا يجب اتباع خطة المستشفى ونظام الكوارث الإقليمية وكافة إجراءات الإسعافات الأولية لمصابي المتفجرات، حتى نتجنب مضاعفة الخسائر:

  • اجعل نفسك آمنًا. فغالبًا ما تتبع الانفجارات الأولية انفجارات ثانوية، إما عن طريق التصميم لإحداث مزيد من الدمار أو نتيجة حرائق ثانوية تندلع بعد الانفجار الأولي.
  • فحص أي ضحية تعرضت لقوة متفجرة. فلا تقتصر إصابات الانفجار على ساحة المعركة.
  • قد تكون هناك حاجة إلى كتابة الاتصالات والتعليمات بسبب طنين الأذن والصمم المفاجئ المؤقت أو الدائم.
  • معرفة التفاصيل حول طبيعة الانفجار السامة. مثل: (CO ، CN ، MetHgb). خاصةً التفجيرات الصناعية والإجرامية.
  • توفير وسائل نقل سريعة إلى منشآت مجهزة للعمليات الجراحية.
  • تقييم ومعالجة أكبر عدد في موقع الحد  لتجنب تحميل المستشفيات بمزيد من الحالات التي لا تتطلب عناية مكثفة.
  • عمل مسحات ميكروبيولجية للتلوث المحلي في موقع الانفجار. ثم يتم إعطاء المضادات الحيوية المناسبة.

يجب وضع جميع الأشياء والمواد التي يحتمل أن تكون ذات صلة بالتحقيق في الحدث، وخاصة المقذوفات والشظايا والملابس جانبًا لتحليل الطب الشرعي.

ها قد قدمنا لك دليلًا مختصرًا عن الإسعافات الأولية لمصابي الانفجارات، ويمكن اتباع نفس الإسعافات الأولية في الحروب، وإسعاف الجروح. نود أن يكون هذا المقال دق ناقوس الخطر حتى نأخذ كامل احتياطنا ونكون على أهبة الاستعداد لمواجهة مثل هذه الأزمات المروعة.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق