الاسعافات الاولية في الطائرة؛ مع نصائح لرحلة طيران آمنة

سالم العلي
نشرت منذ 3 أسابيع يوم 11 أبريل, 2024
بواسطة سالم العلي
الاسعافات الاولية في الطائرة؛ مع نصائح لرحلة طيران آمنة

الاسعافات الاولية في الطائرة؛ من حسن الحظ أن حالات الطوارئ الطبية على الرحلات الجوية غير شائعة نسبيًا، لكنها قد تصبح خطيرة؛ مع محدودية الوصول إلى المعدات الطبية والرعاية الطبية اللازمة. لذا تحتم تدريب أطقم شركات الطيران على التعامل مع كافة الاحتمالات. كذلك تعلم ما هي حالات الطوارئ الطبية التي قد يواجهوها؟ ومتى يسألوا هل يوجد طبيب في الطائرة؟ فلنلقِ نظرة على ما يحدث عندما يحتاج شخص ما إلى مساعدة طبية على متن رحلته.

ما هي حالات الطوارئ الطبية في رحلات الطيران؟

وفقًا للدراسات فإن مصادفة حالة طبية طارئة من بين مئات الرحلات أمر نادر. مع ذلك، تحتاج شركات الطيران إلى الاستعداد لحدوثها عبر تدريب الطاقم على الاسعافات الاولية في الطائرة. فالانخفاض في ضغط الهواء في الطائرة، والسفر إلى منطقة زمنية مختلفة قد تؤدي إلى تفاقم المشاكل القائمة لدى المسافرين.

يمكن تقسيم حالات الطوارئ الطبية التي تحدث أثناء الرحلة إلى فئتين: ذات صلة بالصحة أو متعلقة بالإصابة، وفي التالي أهم 12 حالة من حالات الطوارئ شيوعًا:

  1. الإغماء وهو الأكثر شيوعًا بنسبة تصل إلى%37، بسبب الضغط الجوي داخل الكابينة والجفاف.
  2. مشاكل الجهاز التنفسي بنسبة 12%.
  3. الغثيان والقيء بنسبة 10%.
  4. الحروق الناتجة عن انسكاب السوائل الساخنة أو أفران المطبخ.
  5. الإصابات التي تعقب المطبات الهوائية، المشاجرة، أو سقوط الأمتعة من أرفف التخزين العلوية.
  6. رد الفعل التحسسي لتفويت الأدوية، أو الحساسية الشديدة.
  7. مشاكل الجهاز الهضمي مثل الإسهال.
  8. النوبة القلبية.
  9. التسمم الغذائي.
  10. السكتة الدماغية تمثل نحو 2% من المشاكل الطبية العاجلة.
  11. تغيير في الحالة العقلية بسبب مضاعفات مرض السكري في حوالي 1.6%.
  12. نوبات التشنج تمثل نسبة 5.8%.

بروتوكول الاسعافات الاولية في الطائرة

لا بد من تدريب طاقم الطائرة على إدارة الإسعافات الأولية في الطائرة. لكنهم في الأخير ليسوا بمسعفين وليس لديهم المعدات الكافية للتعامل مع الأوضاع الأكثر خطورة. لذا يجب أن يكون لدى جميع شركات الطيران بروتوكولات صارمة مطبقة حتى يعرف الطاقم بالضبط ما يجب القيام به في حالة الطوارئ الطبية كالتالي:

  • التعرف على المصاب من قبل طاقم الطائرة، أو يقوم رفيقه أو أحد الركاب بالتنبيه والإبلاغ.
  • يتم فحص وتقييم حالة المريض مبدئيًا، حتى تحدد الإجراءات التالية.
  • إذا كان المريض واعيًا، تستخدم المضيفة بروتوكول الأسئلة والأجوبة لتحديد سبب المشكلة.
  • إذا كان المريض غير واعٍ، فإن الإسعافات الأولية تتبع فحوصات A ، B ، C، وهي فحص مجرى الهواء، التنفس، الدورة الدموية وقياس دقات القلب. من ثم، يتم البدء في تقنيات الإسعافات الأولية في الطائرة المناسبة.
  • يتم إعطاء الأكسجين للركاب الذين يعانون من صعوبات في التنفس، أو أزمات قلبية.
  • يتم تدريب وتأهيل الطاقم على استخدام جهاز إزالة الرجفان الخارجي الآلي (AED) لحالات الطوارئ المتعلقة بالقلب، كما يتم تدريبهم وتأهيلهم في مجال الإنعاش القلبي الرئوي.
  • يجب قياس مستوى السكر، حيث تحدث أعراض تشبه السكتة الدماغية في حالة انخفاض نسبة السكر في الدم.
  • إذا شعر المريض بألم في الصدر قد يكون ذلك مقدمة لمشكلة في الشريان التاجي، وينبغي تناول الأسبرين.

الأكسجين هو الخيار العلاجي المطلوب لعلاج مشكلة السكتة الدماغية، وليس إعطاء الأسبرين، لأن عدد كبير من السكتات الدماغية تحدث بسبب النزف الدماغي والأسبرين قد يزيد الوضع سوءا.

حقيبة الاسعافات الاولية في الطائرة

يجب أن يتوفر على متن الطائرة مجموعة شاملة من منتجات الإسعافات الأولية (Aviation first aids kit) المطلوبة للتعامل مع إصابة غير مهددة للحياة مثل الحرق أو الجرح أو كسر العظام. طاقم الطائرة مدربون تدريباً كاملاً على التعامل محتويات الحقيبة، وإجراءات الإسعافات لأكثر الحالات شيوعًا. يجب أن تشمل الطائرة حقيبة واحدة لكل مئة راكب تحتوي على:

  • القطن الطبي، والشاش.
  • ضمادات للجروح.
  • القفازات المعقمة.
  • الأقنعة الجراحية.
  • صندوق التخلص من الأدوات الحادة.
  • شريط لاصق.
  • مصباح يدوي وبطاريات.
  • ميزان حرارة (غير زئبق).
  • جبائر مؤقتة للكسور.
  • مطهرات للجروح.
  • المسكنات.
  • مضادات الحموضة، الغثيان والقيء.
  • أكياس النشادر للإفاقة في حالات الإغماء.

يجب أن تحتوي الطائرات على أسطوانات أكسجين علاجي محمولة مزودة بمنظم وقناع. بمعدل أسطوانة لكل 50 راكبًا. كما يجب تدريب طاقم الطائرة على إعطاء الأكسجين للحالات التي تتطلب تنفس صناعي.

محتويات الحقيبة الطبية على متن الطائرة

هي حقيبة طبية (doctor kit) تحتوي على الأدوات الطبية اللازمة للتشخيص من قبل الطبيب. طاقم الطائرة غير مدربين أو مؤهلين للتعامل مع الأدوية. لا يمكن الوصول إلى محتويات هذه الحقيبة إلا من قبل ممارس طبي مرخص، في حالة وجوده على متن الطائرة وتحتوي على:

  • سماعة الطبيب، وجهاز ضغط الدم (هوائي وليس زئبقي).
  • الحقن، ونظام السوائل في الوريد.
  • القسطرة الوريدية، والقسطرة البولية، وقسطرة القصبة الهوائية الإسعافية.
  •  دواء لوقف النزيف ما بعد الولادة، ومشبك الحبل السري في حالات إسعاف الولادة الطارئة.
  • مضادات الهيستامين من أجل علاج الحساسية.
  • أدوية تثبيت دقات القلب غير المنتظمة.
  • الجلوكوز لعلاج انخفاض نسبة السكر في الدم، ومحلول ملحي عادي.
  • النالوكسون، وهو بخاخ أنفي لعلاج الجرعات الزائدة من المواد الأفيونية.
  • أجهزة الصرع
  • أدرينالين 1: 1،000، وحقن الأبيبن (EpiPen) لأشد ردود الفعل التحسسية.
  • أقراص أو رذاذ النتروجليسرين.
  • المهدئات.
  • جهاز الاستنشاق الموسع القصبي.
  • الأتروبين.
  • كورتيكوستيرويد.
  • مدر للبول.
  • حمض أسيتيل الساليسيليك عن طريق الفم.
  • حاصرات بيتا عن طريق الفم.

لا يمكن استخدام معدات طبية تحتوي على الزئبق على سطح الطائرة، نظرًا لتفاعله مع الألومنيوم وهو المعدن المصنع منه الطائرات.

هل يوجد طبيب في الطائرة؟

لا تلزم القوانين شركات الطيران بتواجد طبيب مرافق لكل رحلة طيران. لذا فعادةً ما تسمع مضيف الرحلة المسؤول يسأل هل يوجد طبيب في الطائرة؟ لا تقلق، فإن فرص تواجد طبيب على الطائرة عالية جدًا. سيُطلب منه تقييم حالة المريض وإبلاغ الطاقم بأفضل مسار للعمل.

في حالة عدم وجود أخصائي طبي، فإن العديد من شركات النقل الجوي لديها ترتيبات دائمة مع مقدمي الخدمات الطبية الطارئة. يمكن التواصل المباشر مع طبيب غرفة الطوارئ، أو مركز الصدمات عبر هاتف يعمل عبر الأقمار الصناعية، هاتف لاسلكي، أو عن طريق اتصالات الطائرات.

يقوم الطيارون بنقل معلومات إلى مقدمي خدمة الطوارئ عن التاريخ الشخصي للمريض (الجنس، العمر، الطول، الوزن، وما إلى ذلك)، وتاريخهم الطبي (بما في ذلك المشكلات الصحية الموجودة مسبقًا، والأدوية، والأمراض السابقة أو العمليات الجراحية)، وعلاماتها الحيوية الحالية (معدل النبض، وضغط الدم، إلخ)، والأعراض التي تظهر عليها.

سيقوم مقدمي خدمة الطوارئ للتشخيص والمشورة فيما يتعلق بالعلاج على متن الطائرة أو استمرار الرحلة أو التحويل. إذا كان هناك حاجة للدعم الطبي في الوجهة أو في مطار التحويل، فستقوم شركة الرعاية الطبية أيضًا بإجراء هذه الترتيبات نيابة عن شركة النقل.

متى يتم تحويل مسار الرحلة؟

تغير الطائرات مسارها في 7% فقط من الحالات الطبية مثل؛ حالات السكتة الدماغية والتي تحتم تغيير مسار الهبوط في غضون 5-10 دقائق. بينما معظم الحالات الطبية يتم توفير الاسعافات الاولية في الطائرة أثناء الرحلة.

يمكن أن تؤثر مجموعة من المعايير المعقدة على اتخاذ قرار التحويل، مثل: ما هي حالات الطوارئ الطبية، مدى إلحاحها؟ وهل ستتوفر الاستجابة الطبية عند الهبوط؟ حالة الطقس، المرافق الموجودة في مطار التحويل، وما إذا كانت الطائرة ستعاني من زيادة الوزن للهبوط هناك، كمية الوقود، طول مدرج الهبوط، وهل يحتوي مطار التحويل على معدات الدعم الأرضي المطلوبة؟

صرحت طيران الإمارات سابقًا أن تحويل رحلة واحدة يمكن أن يكلفها ما بين 50000 دولار إلى 600000 دولار أو أكثر ، اعتمادًا على الموقف.

نصائح لرحلة طيران آمنة

يعتبر الطيران آمنًا للغاية، ويستمتع الغالبية العظمى من ركاب الخطوط الجوية برحلاتهم دون حوادث. وفي حالات نادرة تحدث الطوارئ الطبية، ومع ذلك تتوفر لها الاسعافات الاولية في الطائرة. لكن ينبغي على المسافرين توخي مزيد من الحذر مثل:

  • ربط أحزمة الأمان، خاصةً في حالات الاضطرابات الجوية والمطبات العنيفة.
  • إعادة الكرسي لوضعه الأصلي لتقليل الإصابات.
  • لا بد من إحكام غلق أرفف التخزين العلوية حتى لا تقع محتوياتها مسببةً إصابات الركاب.
  • يجب على المسافر التحري من لياقته قبل السفر. وخاصةً المرأة الحامل.
  • يجب أن يحمل المسافرون الأدوية اللازمة في حقائبهم اليدوية، بما في ذلك أجهزة الاستنشاق.
  • يجب أن يبلغ المسافر شركة الطيران بأي حساسية شديدة قبل السفر.
  • يجب أن يتعاون الجميع في الإبلاغ عن الحالات المريضة وتوفير الأجواء المناسبة للطاقم للقيام بما يجب.

السفر بالطائرة فكرة ممتعة حقًا، وكي نستمتع برحلة آمنة يتوجب علينا تحري معايير السلامة والإلمام بالاسعافات الاولية في الطائرة، حتى نتجنب مثل هذه المواقف الصعبة وتكون رحلة الطيران ذكرى مميزة دومًا.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة