إدمان الألعاب الإلكترونية

نور حلوم
نشرت منذ 3 أسابيع يوم 14 أبريل, 2024
بواسطة نور حلومتعديل Audai
إدمان الألعاب الإلكترونية

كانت بداية ألعاب الفيديو الإلكترونية في السبعينيات، في أميركا، بدت بسيطة مع رسومات بدائية بالمقارنة مع ألعاب اليوم المعقدة والمميزة من حيث الصور المتنوعة العالية الجودة والأنماط الممتعة والحماسية، ومع مرور الوقت تحولت من مجرد ألعاب للتسلية إلى إدمان مشابه للمقامرة القهرية، دافعه الأساسي الفوز، فما هو إدمان الألعاب الإلكترونية (addiction electronic games) وما هو العلاج؟

الألعاب الإلكترونية بين الأمس واليوم

في القرن الماضي، كانت الألعاب الإلكترونية متاحة بمعظمها على أجهزة الأركيد فقط أي دون إمكانية الوصول إليها على مدار الساعات 24 من اليوم، كما كانت بسيطة ومحدودة من حيث الشكل والمضمون.

أما اليوم فقد باتت متاحة نهاراً وليلاً، ومتوفرة على الهواتف الذكية، أجهزة الكمبيوتر الشخصية وأجهزة الألعاب المحمولة. كما وأصبحت أكثر تعقيداً وتفصيلاً مع عوالم غنية وشخصيات متنوعة، وأكثر شيوعاً في مواقع التواصل الاجتماعي. إضافة لكونها جذابة للانطوائيين من أطفال ومراهقين، لناحية التعامل مع اللاعبين على الإنترنت تحت ستار الشخصيات ذات السلطة، دون الحاجة للانخراط مع أقرانهم الحقيقيين.

متى تصبح الألعاب الإلكترونية إدماناً؟

متى تصبح الألعاب الإلكترونية إدماناً؟

ما من اتفاق بين الباحثين على أن الألعاب الإلكترونية تعد إدماناً يشبه المقامرة، نظراً لعدم وجود مخاطر أو خسائر مالية في ألعاب الفيديو. كما وأن الفوز بها يتطلب مهارات معرفية عكس المقامرة القائمة على الحظ. إضافة إلى ذلك، ما من إجماع بين الناس أن ألعاب الفيديو ضارة، ذلك أن بعض الآباء يجدونها توسع خيال الطفل وتعزز التعاون والمهارات المعرفية. إلا أن قضاء وقت طويل في اللعب على حساب الدراسة، الرياضة، الأحداث العائلية والأنشطة الاجتماعية يقلل الفوائد.

يرجح الباحثون أن اللعب والفوز بهذه الألعاب يطلق مادة كيميائية في الدماغ تعرف بالدوبامين، وهذ الناقل العصبي يرفع الحالة المزاجية ويعزز الطاقة، وهو نفسه ينشط في حالات الإدمان.

وفقًا ل WebMD، يعد إدمان الألعاب الإلكترونية نوعاً من اضطراب السيطرة على الانفعالات. أما في دليل الاضطرابات العقلية المعتمد كدليل نهائي للأمراض النفسية، لم يدرج إدمان ألعاب الفيديو على أنه اضطراب إدماني. إلا أن انشغال اللاعب المهووس عن الحياة الواقعية بأنشطتها والتزاماتها يشترك في بعض خصائص الإدمان.

علامات إدمان الألعاب الإلكترونية

علامات تحذيرية لإدمان الأبناء

هناك بعض العلامات التحذيرية التي يجب على الأهل مراقبتها، تظهر أن ألعاب الفيديو لم تعد مجرد وسيلة تسلية بل اقتربت من الإدمان. فيما يلي أبرزها:

  • تراجع الأداء في المدرسة، في العمل، وفي الواجبات المنزلية.
  • العزوف عن الهوايات، وعن لقاء الأصدقاء.
  • إهمال النظافة الشخصية والاهتمام بالمظهر الخارجي.
  • عدم القدرة على تحديد ساعات اللعب مع التعلق المرضي باللعبة.
  • الانفعال والغضب والقلق عند إجبار الطفل أو المراهق على التوقف عن اللعب ولو لفترة قصيرة.
  • زيادة وقت اللعب بهدف زيادة الاستمتاع.
  • ظهور أعراض الانسحاب عند سحب اللعبة. (أعراض انسحاب المدمن النفسية والجسدية هي: الأرق، الانفعالات العاطفية وفقدان الشهية).
  • الهروب من المواقف الصعبة في البيت أو العمل أو المدرسة إلى الألعاب الإلكترونية.

علامات تحذيرية لإدمان البالغين

في حال أمضى البالغ عدة ساعات من اللعب بالألعاب الإلكترونية، دون وجود رغبة في ممارسة أي نشاط أو عمل آخر سواء داخل المنزل أو خارجه، سواء وحده أو بمشاركة العائلة أو الأصدقاء أو الزملاء، يصبح معرضاً للإدمان كما الأطفال والمراهقين. كذلك إن عدم قدرة البالغ على تخصيص أوقات لعب محددة، وتأثير ذلك سلباً على علاقاته ووظيفته، يؤدي إلى تحوله من مجرد لاعب إلى مدمن.

المعتقدات الشعبية حول الألعاب الإلكترونية

كما حال كل شيء في الحياة، فالألعاب الإلكترونية تحمل الوجهين السلبي والإيجابي، ويتحدد ذلك بناءً على تأثير هذه الألعاب على اللاعب لناحية مواقفه تجاه الألعاب خصوصاً والحياة عموماً. بمعنى آخر، بعض المدارس الفكرية ترى أن الألعاب الإلكترونية سلبية، إذ أنها تشجع على العنف والتمييز بين الجنسين والعزلة الاجتماعية. بينما مدارس أخرى ترى أن هذه الألعاب يمكن أن تكون أداة للتعليم، ولتنمية الشخصية عبر محاكاة الأطفال لأدوار الأبطال الأقوياء.

من ناحية أخرى، Parenting: Science and Practice تجد أن جاذبية الألعاب قد لا يكون سببها استجابة إدمانية وإنما ظاهرة نفسية تدعى “التدفق”، وذلك يعني انغماس الفرد في نشاط معين أي كان نوعه دون إدراك مسار الوقت. وبالتالي، ليس الانغماس في لعبة تعليمية أو ترفيهية خطأ، إن كان ضمن وقت محدد ومع إمكانية التوقف.

مخاطر إدمان ألعاب الفيديو

مخاطر إدمان الألعاب الإلكترونية: نقص المشاركة

هناك الكثير من الآثار السلبية للألعاب الإلكترونية على تطور العقل والجسم، وذلك نتيجة الجلوس ساعات طويلة أمام الشاشات. فيما يلي مجموعة من المخاطر:

  • نمط حياة غير صحي: إن الجلوس الطويل للعب دون القيام بأي نشاط رياضي في المقابل، يؤدي إلى البدانة ويزيد خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
  • نقص المشاركة: بالرغم من أن معظم ألعاب الفيديو تقوم على المشاركة بين اللاعبين في الواقع الافتراضي، إلا أنها تبعدهم عن مشاركة أقرانهم في البيئة الحقيقية.
  • ضعف التركيز والانتباه: بما أن الألعاب الإلكترونية مبنية على سرعة الحركة، قد يؤدي ذلك إلى فقدان التركيز لدى اللاعبين، وإلى لامبالاة الأطفال بالقراءة في حال قضوا وقتاً طويلاً في اللعب.
  • زيادة العنف والعدوانية: تظهر علامات عدوانية على الأطفال الذين يلعبون ألعاب القتال والعنف، مما يستدعي متابعة الأهل للوحة تصنيف البرامج الترفيهية ESRB.
  • نوبات الصرع وإصابات الإجهاد: قد تسبب الرسومات والأضواء والألوان الخاصة بالألعاب الإلكترونية نوبات صرع لدى بعض اللاعبين. كما وتؤدي الألعاب القهرية إلى إصابات إجهاد في اليدين والرسغين.
  • خلل في تنمية الشخصية: إن كانت كثرة اللعب بهدف الهروب، فذلك يجنب المراهق اكتشاف الذات وتنمية شخصيته لمواجهة تحديات الحياة والمشاكل اليومية.

طرق علاج إدمان الألعاب الإلكترونية

في ظل رواج ألعاب الفيديو وزيادة شعبيتها، قد تصبح مدمرة للفرد على الصعيد النفسي والجسدي، خاصة في حالات الإدمان. مما يستدعي اعتماد إحدى طرق علاج إدمان الألعاب الإلكترونية التالية:

  • العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، يبعد المريض عن الهوس في التفكير وعن عادات الإدمان الوسواسية.
  • العلاج الجماعي، يساعد في دعم وتحفيز الأفراد معنوياً، خاصةً من فقدوا الاتصال بالأصدقاء والأقران.
  • الاستشارات العائلية أو الزوجية، تساعد في خلق بيئة حاضنة ومستقرة، وفي تثقيف الأهل والأحباء.
  • العلاج الدوائي، يعتمد في حالات الاكتئاب والقلق واضطراب ثنائي القطب وغيرها من الاضطرابات. وذلك عبر استخدام مضادات الاكتئاب أو القلق.

ما هو العلاج الداخلي أو الخارجي؟

يتوقف الاختيار بين المعالجة الداخلية والخارجية على شدة حالة المريض وسلوكه. ففي الحالات التي لم يتمكن الأفراد من التحكم في استخدامهم للألعاب الإلكترونية، تكون مرافق المرضى الداخليين الخيار الأفضل بسبب ما تقدمه من دعم وإشراف واحتضان على مدار اليوم. أما في حالات المرضى الذين لديهم مسؤوليات شخصية أو دافع كبير للتعافي، توفر العيادات الخارجية البرامج المكثفة وبرامج الاستشفاء الجزئي، وتكون أكثر مرونة معهم.

اقرأ المزيد:

إدمان الألعاب الإلكترونية هو مشكلة تتعلق بالاستخدام المفرط للألعاب الإلكترونية، ويمكن أن يؤدي إلى تأثير سلبي على الصحة النفسية والاجتماعية. يعتبر البحث عن إدمان الألعاب الإلكترونية موضوعًا هامًا للعديد من الدراسات والأبحاث العلمية.

في الختام، يكمن ضرر الألعاب الإلكترونية في سوء الاستخدام، وذلك بتمضية أوقات طويلة أمام الشاشات مع إهمال كافة جوانب الحياة. مما يحول الألعاب الإلكترونية من وسيلة ترفيه إلى إدمان. وبالتالي يؤثر سلباً على الصحة الجسدية والنفسية.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة